أعلن وزير الداخلية اللبناني، بسام المولوي، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، رفع حالة "الجاهزية الأمنية" في عموم البلاد، بعد أحداث عنف متفرقة في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن ما حصل من أحداث ما زال "مدار تحقيقات جارية وفق الأصول".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المولوي بعد ترؤسه اجتماع مجلس الأمن المركزي في بيروت، عقب ثلاثة أحداث أمنية شغلت الرأي العام خلال الأسبوعين الأخيرين، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
حيث أكد وزير الداخلية اللبناني "رفع الجهوزية الأمنية التامة لمواكبة التطورات وحماية المواطنين"، مشدداً على أن "ما حصل من أحداث هو مدار تحقيقات جارية وفقاً للأصول عند السلطات الأمنية، تحت إشراف السلطات القضائية في سبيل تأكيد الاستقرار".
يقصد بـ"رفع الجاهزية الأمنية" تشديد إجراءات الأمن كزيادة نقاط التفتيش المفاجئة في الطرق وتكثيف الدوريات الأمنية.
إذ قال المولوي: "لا شيء يعلو فوق القانون، والتحقيقات بملف مخيم عين الحلوة (للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي البلاد) مستمرة والمساعي قائمة لضبط الوضع والاستمرار بالتهدئة ولن نسمح بأن تكون المخيمات بوابة لتعكير صفو الأمن في كل المناطق اللبنانية".
تجدر الإشارة إلى أنه في 29 يوليو/تموز الماضي، اندلعت اشتباكات في مخيم عين الحلوة استمرت عدة أيام بين مسلحين من فصائل إسلامية وقوات الأمن التابعة لحركة "فتح"، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تشرف على تنفيذه لجنة "هيئة العمل الفلسطيني المشترك".
أسفرت الاشتباكات عن 12 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً في المخيم الذي تأسس عام 1948، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفاً.
تعليقاً على أحداث بلدة الكحالة ذات الغالبية المسيحية شرقي بيروت، قال وزير الداخلية اللبناني: "سمعنا تصريحات تُذكّرنا بالحرب ونؤكد على ضرورة خطاب الدعوة للعيش المشترك وتثبيت السلم الأهلي".
في 9 أغسطس/آب الجاري، اندلعت اشتباكات على طريق بلدة الكحالة، عقب انقلاب شاحنة تابعة لـ"حزب الله" تحمل ذخيرة، ما أسفر عن سقوط قتيلين، أحدهما عضو في "حزب الله"، والثاني مواطن مسيحي. وأشاد المولوي بـ"حكمة القيادات العسكرية في الجيش والقوى الأمنية التي تصرّفت بطريقة حمت المواطنين والسلم الأهلي".
حول أحداث بلدة "عين إبل" جنوبي البلاد، قال وزير الداخلية اللبناني إن "التحقيقات مستمرة، ونشدد على منع الفتنة بواسطة تطبيق القانون"، موضحاً أن "المعلومات تشير إلى عدم وجود أي خلفية حزبية".
كما أنه في 2 أغسطس/آب الحالي، توفي إلياس الحصروني (71 عاماً)، وهو مسؤول سابق في حزب "القوات"، في حادث سير في منطقة بعيدة عن منازل بلدة عين إبل ذات الأغلبية المسيحية، وتبين لاحقاً أنه "خُطف وقُتل"، بحسب عائلته.