تبادلت فرنسا وبريطانيا الاتهامات بشأن التقاعس عن إنقاذ عشرات المهاجرين كانوا يحاولون عبور الحدود البحرية بين البلدين على متن قارب صغير غرق بهم وسط بحر المانش السبت 12 أغسطس/آب 2023، وقالت صحيفة "The Times" البريطانية إن هناك تساؤلات تأخر سلطات الإنقاذ الفرنسية بعد توصلها بخبر غرق المهاجرين.
وفق تقرير للصحيفة البريطانية نُشر الأحد 13 أغسطس/آب، فقد غرقت سفينة محملة بحوالي 65 شخصاً في الساعات الأولى من يوم السبت. وتوفي ستة أشخاص ونُقل خمسة آخرون إلى مستشفى في كنت، ثلاثة كانوا مصابين بانخفاض حرارة الجسم وآخر نُقل إلى العناية المركزة. ويُعتقد أن شخصين مفقودان في المانش.
فيما زعمت مصادر "التايمز" أن أول قارب نجاة فرنسي وصل إلى مكان الحادث في بحر المانش بعد 15 دقيقة من وصول سفينة تابعة للبحرية البريطانية، وبدأت في إنقاذ المهاجرين، على الرغم من أن الغرق كان على بعد خمسة أميال فقط من الساحل الفرنسي.
تم نقل واحد على الأقل من المهاجرين جواً من البحر بواسطة مروحية، وقالت الصحيفة إن بريطانيا بدت مصممة الليلة الماضية على عدم السماح بتكرار الحادثين القاتلين السابقين في القناة، مما أدى إلى تبادل الاتهامات بينها وبين فرنسا.
كما أشارت إلى أن الحكومة في بريطانيا لا تريد أي شيء يعرِّض للخطر الصفقة البالغة 480 مليون جنيه إسترليني التي أبرمت مع الفرنسيين في مارس/آذار الماضي، والتي يُنسب إليها الفضل في تقليل عدد سفن المهاجرين مقارنة بالعام الماضي.
إذ يعترض الفرنسيون حوالي 53% من محاولات العبور، وهي نسبة أعلى من ذي قبل. ومع ذلك، انخفض عدد أفراد الشرطة الفرنسية الذين يقومون بدوريات على الشواطئ بمقدار الخمس هذا الشهر بسبب عدد الضباط في إجازة سنوية.
بدأت لعبة إلقاء اللوم في حزب المحافظين، حيث أشار البعض إلى وجود "خلل وظيفي" في وزارة الداخلية. وقال عضو مجلس المحافظين في بريطانيا، تيم لوتون، إن هناك حاجة إلى "تحليل منهجي" لما كان يحدث في مراكز المراقبة. بينما قال الوزير السابق في الحكومة، ديفيد ديفيس، إنه تم الكشف عن "عجزها المذهل".
من جهة أخرى، قال شهود السبت 12 أغسطس/آب، إن إطلاق نار واشتباكات اندلعت بين مهاجرين في دونكيرك بفرنسا في الساعات التي سبقت غرق قارب صغير في بحر المانش في حادث تسبب في مقتل ستة أشخاص.
حيث سادت الفوضى في المعسكر الجمعة 11 أغسطس/آب، حين كان المهاجرون يستعدون للصعود على متن قوارب جهزتها عصابات التهريب رغم المياه المتقلبة والرياح العاتية.
قال مراهق أفغاني شارك في الرحلة لـ"التايمز" إن اشتباكات وقعت حين كان الأفغان يحاولون تأمين أماكن لهم على متن قوارب وفرتها شبكات كردية للتنقل إلى بريطانيا.
فيما كشفت أرقام وزارة الداخلية أن إجمالي 509 مهاجرين عبروا بحر المانش يوم السبت، أنقذت قوارب النجاة البريطانية عشرة منهم ونقلتهم إلى دوفر، وأن أكثر من 1600 عبروا في ظرف ثلاثة أيام.
كما قال الصبي الأفغاني الذي يبلغ من العمر 15 عاماً وهو من ولاية بنجشير الأفغانية، إنه سمع أصوات أعيرة نارية يوم الجمعة في معسكر غراند سينث بالقرب من دونكيرك. وأضاف أنه يظن أن اشتباكات اندلعت بين الأفغان والأكراد. وسادت الفوضى أيضاً حين رُفض صعود الأفغان إلى القوارب المزدحمة.
فيما قال إنه أخبر المهربين بأنه كردي وتمكن من الصعود على متن قارب مع حوالي 60 شخصاً آخر، لكنه نُقل لاحقاً إلى قارب إنقاذ لأن الظروف كانت شديدة الخطورة.