أعلن الجيش الصيني عن توصله إلى طريقة تساعد في بناء أسلحة ليزر لا تتوقف عن العمل، وهو تطور من شأنه أن يكون بمثابة طفرة كبيرة في تكنولوجيا أسلحة الطاقة إذا نجحت بكين في تنفيذه، فضلاً عن أن تطوير سلاح مثل هذا يدخل في صلب المنافسة بين واشنطن وبكين على بناء أسلحة متطورة بقدرات عالية.
صحيفة The South China Morning Post، نقلت عن ممثلين من الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع في الصين، قولهم إنهم طوروا نظام تبريد على أحدث طراز، من شأنه السماح لليزر عالي الطاقة بالعمل "بلا توقف" دون ارتفاع حرارته بشدة.
على الرغم من أن تقنية الليزر موجودة منذ عقود، لكن هذه الحزم عالية الطاقة تولد الكثير من الحرارة الزائدة، لدرجة أنها غالباً ما تتعطل؛ ما يعيق المحاولات السابقة في أنظمة الأسلحة المماثلة في جميع أنحاء العالم.
وفقاً لتقرير الصحيفة الصينية، سيستخدم نظام التبريد الصيني الجديد الغاز الذي ينفخ عبر السلاح لإزالة الحرارة الزائدة، والسماح للأسلحة بإطلاق أشعة ليزر دقيقة لفترة غير محددة من الوقت دون فقدان الطاقة أو التشوه.
الفريق الذي يعمل على المشروع، كتب في ورقة بحثية جديدة عن تقنية التبريد المزعومة، نُشِرَت في مجلة Acta Optica Sinica الصادرة باللغة الصينية: "يمكن إنتاج حزم عالية الجودة ليس فقط في الثانية الأولى، لكن أيضاً يمكن الحفاظ على استمرارها إلى ما لا نهاية"، وفقاً لما أورده موقع Futurism الأمريكي، 13 أغسطس/آب 2023.
يأتي هذا فيما تنخرط الولايات المتحدة في محاولات تطوير تقنيات مماثلة، كما تشير صحيفة The South China Morning Post، لكن هذه المشروعات فشلت إلى حد كبير في أن تتحول لأسلحة سائدة؛ لأنها، بحسب التقرير، لم تكن مدمرة بما يكفي.
وفي تغريدة حول تقرير الصحيفة البريطانية، أشار المسؤول العسكري البريطاني السابق ستيف ويفر إلى أنه إذا كانت الأخبار صحيحة، فهذا يجعل الصين متفوقة على الولايات المتحدة بأكثر من طريقة.
كتب ويفر: "إذا تغلّب [العلماء الصينيون] على مشكلات السخونة والتعطيل كما يزعمون، في وحدة صغيرة (نسبياً) بما يكفي لنشرها، فهذا إنجاز كبير بالنظر إلى إخفاقات الولايات المتحدة في هذا المجال".
كذلك، وبحسب تصريحات علماء عسكريين لصحيفة The South China Morning Post، يمكن استخدام هذه الليزرات الرائعة لإسقاط الأقمار الصناعية، مثل تلك التي يوفرها نظام Starlink الخاص بإيلون ماسك، إلى جانب توفيرها بديلاً يُفترَض أنه أرخص لأنظمة الصواريخ القديمة؛ لأنها لن تحتاج إلى ذخائر تقليدية.
في شهر مارس/آذار 2023، ذكر تقييم التهديد السنوي لمجتمع الاستخبارات الأمريكية، أن جيش التحرير الشعبي الصيني كان ينشر "أسلحة مدمرة وغير مدمرة (تشويش) أرضية، وأسلحة فضائية مضادة للأقمار الصناعية".
شملت الأسلحة الأرضية "أنظمة الحرب الإلكترونية، وأسلحة الطاقة الموجهة بالليزر، وصواريخ Asat المضادة للأقمار الصناعية، التي تهدف إلى تعطيل وإتلاف وتدمير الأقمار الصناعية المستهدفة"، كما أجرى جيش التحرير الشعبي أيضاً عروضاً تقنية مدارية "تثبت قدرة الصين على تشغيل أسلحة مضادة للفضاء، قائمة على مسافات في المستقبل".