قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الأحد 13 اغسطس/آب 2023، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد سبق أن حذر في وقت سابق من أن تيك توك ونظيره الصيني دوين Douyin يشكلان تهديداً للأمن القومي، خاصة أن شركات التواصل الاجتماعي تستطيع جمع بيانات ثمينة وتشكيل الآراء من خلال الخوارزميات التي تتحكم في ما يراه المستخدمون.
هذه المخاوف تتفاقم في تايوان تحديداً. إذ قالت الصين بوضوح إنها تريد السيطرة على تايوان، وبالقوة إذا لزم الأمر. والبلدان تجمعهما لغة واحدة مشتركة، وهذا يجعل التطبيقات والأغاني والدراما الصينية أكثر جاذبية من غيرها وستشق طريقها بسهولة إلى المستخدمين التايوانيين، والتايوانيون جمهور له أهمية خاصة لبكين.
استخدام المواطنين في تايوان لتطبيقات من بكين
يقول جوش وانغ من جمعية تايوان بانغ فون، التي تعد برنامجاً تثقيفياً لتوعية الطلاب التايوانيين بمخاطر الإنترنت وكيفية حماية أنفسهم: "التشابه في اللغة يزيد من المخاطر. فلا يهتم الطلاب في تايوان بالضرورة كثيراً بالسياسة، ولكن حين يرغبون في الترفيه عن أنفسهم، فمن السهل عليهم استخدام التطبيقات الصينية".
والتطبيقان الصينيان الأكثر شيوعاً في تايوان هما دوين- النسخة الصينية من تيك توك، الذي تديره نفس الشركة الأم، ByteDance- وXiaohongshu، أو "الكتاب الأحمر الصغير"، وهو موقع اجتماعي يُطلق عليه "إنستغرام الصيني" .
بكين تجري دعايتها في تايوان
في حين يقول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الشباب إنهم نادراً ما يرون دعاية صينية علنية، وإن المحاولات الساذجة العرضية للترويج لجارتهم على حساب تايوان تثير سخريتهم أكثر مما تدفعهم لتغيير آرائهم.
على أن الساسة والخبراء يقولون إن ما يقلقهم الرسائل الخفية التي يحملها محتوى هذه التطبيقات عن اللغة والثقافة، والتي تسعى لتقويض أو حتى محو الهوية الوطنية والثقافية التايوانية.
وقال وانغ: "الحزب الشيوعي الصيني يرغب في أن يحب التايوانيون الثقافة الصينية. ويأمل أن يساعده إقناع الطلاب أو الشباب بالاتفاق على الثقافة في الاتفاق على السياسة والحكومة الصينية.. وربما يقنع الطلاب التايوانيين بأننا جميعاً صينيون".
من جانبها، وصفت بكين استراتيجيتها الدعائية الموجهة لتايوان بأنها "داخل الجزيرة، وداخل المنزل، وداخل العقل، وداخل القلب"، وهو نهج يهدف بوضوح إلى استغلال الثقافة الشعبية، وفقاً لما كتبه عالم الاجتماع وانغ هورنج لوين في مقال حديث عن تأثير قوة الصين الناعمة.
المحتوى الصيني يغزو تايوان
قال الأستاذ في قسم علم الاجتماع بجامعة تايوان الوطنية وانغ هورنج لوين إن المحتوى الصيني له أن يعزز الروايات الاستعمارية التي تمحو أو تقلل من الهوية والثقافة التايوانية. وكتب: "التفكير في أن الصين هي أصل الثقافة.. سيؤدي بالفعل إلى زعزعة أساس شعور تايوان بهويتها". وقد يؤدي أيضاً إلى "الاعتماد الأعمى على الصين".
في حين وجد فريق وانغ أن الطلاب يقضون في المتوسط خمس ساعات يومياً على الإنترنت، خارج الصف الدراسي، وأن أكثر من ثلثيهم يتلقون معظم الأخبار والمعلومات من الإنترنت. ويعتقد ما يقرب من تسعة من كل 10 طلاب أنهم شاهدوا معلومات زائفة على الإنترنت، لكن ثلثيهم لا يحاولون التحقق من المعلومات أو نادراً ما يفعلون.
وقال وانغ: "نظام التعليم يُلزِم بصفوف لمحو الأمية الإعلامية، لكن المعلمين ليس لديهم فكرة عن كيفية تدريسها. فهم يعلّمونهم كيفية قراءة صحيفة من منظور نقدي. لكن الطلاب لا يقرأون الصحف".