تصاعدت مؤخراً أسهم النقيب إبراهيم تراوري، الذي يقود بوركينا فاسو منذ الانقلاب العسكري في شهر سبتمبر/أيلول 2022، بعد الخطاب الذي ألقاه في القمة الروسية الإفريقية، التي هاجم فيها الغرب، وعاد مجدداً لينتقد استغلال القوى الاستعمارية، خاصةً فرنسا، الدول الإفريقية، داعياً إلى ضرورة مواجهتها.
حيث تطرق القائد الحالي لبوركينا فاسو، السبت 12 أغسطس/آب 2023، إلى قرار بلاده إنهاء العقود مع الشركات الفرنسية، وذلك خلال خطاب موجه للشباب بمناسبة يومهم العالمي، وقال: "هناك العديد من العقود التي تم التوقيع عليها والتي تديننا بأن نكون فقراء"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إفريقية محلية.
حسب النقيب إبراهيم تراوري، فإن المعركة ضد الإمبريالية "ستكون طويلة وصعبة، لكنها ليست مستحيلة، لأننا نعتقد أننا سنصل إلى هناك قريباً".
أضاف أن "المعركة التي نخوضها ليست فقط من أجل بوركينا فاسو، لكنها معركة من أجل إفريقيا بأكملها. لقد حان الوقت لكي نستيقظ ولم يعد علينا عبور المحيط، ونموت بحثاً عن إلدورادو الذي يتفاخر به كثيرون".
كما أشار إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين بوركينا فاسو والدول الغربية- لا سيما فرنسا- منحت مجموعة فرنسية تصريحاً لتشغيل مطار "دونسين" لمدة ثلاثين عاماً، "في حين أن مساهمتها في بنائه أقل من 30%".
أوضح إبراهيم تراوري أن الحكومة الانتقالية أنهت العقد المذكور، وأكدت أن لديها "بدائل ذات مصداقية مع شركاء آخرين لإيجاد نموذج تمويلي يحافظ على مصالح الدولة".
كما قال إن الحكومة أنهت الاتفاقية الضريبية لمنع الازدواج الضريبي الموقعة عام 1965 بين بوركينا فاسو وفرنسا. وكانت تسمح الاتفاقية للشركات والأفراد الفرنسيين بدفع ضريبة دخلهم في بوركينا فاسو نحو فرنسا.
تراوري قال أيضاً في خطابه الموجه للشباب: "لا ينبغي لأحد أن يأتي ويخبرنا بأننا فقراء مرة أخرى. نحن فقراء، لأنه كانت هناك أنانية وتمحوُر حول الذات. لقد أهدرنا مواردنا (…). لدينا كثير من الأشياء الأخرى في ترابنا التي يبحث عنها الناس".
في تصريحات سابقة، قال النقيب إبراهيم تراوري إن "الكفاح من أجل الاستقلال التام بدأ" في بلاده التي تشهد أعمال عنف منذ 2015.
في كلمة إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ62 للاستقلال عن فرنسا، قال تراوري: "لم يحن الوقت للاحتفال واستقلالنا لم يُنجز، لأن أراضينا محتلة واقتصادنا يتعثر وأيدينا مقيدة". وأكد أن "هذا الكفاح لا يمر بالضرورة عبر الأسلحة، بل من خلال قيمنا وسلوكنا وتعافي اقتصادنا".