زاد عدد الأشخاص الذين يسلكون طريق الهجرة الأخطر في العالم- عبر وسط البحر المتوسط- للوصول إلى الاتحاد الأوروبي بأكثر من الضعف، ما نتج عنه ارتفاع أعداد عمليات العبور غير النظامية إلى أعلى مستوى لها منذ 7 سنوات، لكن كثيرين لا ينجحون في الوصول سالمين؛ حيث فقد أكثر من 2000 شخص خلال العام الجاري.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت في تقرير الجمعة، 11 أغسطس/آب 2023، إن عدد الوافدين غير النظاميين ارتفع بنسبة 13% بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز إلى 176,100، وهو أعلى رقم في هذه الفترة منذ عام 2016، وفق ما وثقته وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتكس) يوم الجمعة، 11 أغسطس/آب.
وكالة الحدود قالت إن هذه الزيادة ناتجة عن زيادة بنسبة 115% في عدد من يسلكون طريق "وسط البحر المتوسط"، والذي يُعد الآن طريق الهجرة الرئيسي إلى الاتحاد الأوروبي، ويمثل أكثر من نصف جميع عمليات التهريب المُكتشفة على حدود الاتحاد الأوروبي.
فقدان المئات
لكن كثيرين لا ينجحون في الوصول سالمين، فوفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فُقِد حتى الآن عام 2023 أكثر من 2090 شخصاً في البحر المتوسط، معظمهم على طريق وسط البحر المتوسط.
ولفتت فرونتكس إلى أن هذا الطريق، من ليبيا أو تونس شمالاً إلى اليونان أو إيطاليا، قد يستغرق عدة أيام، وغالباً ما يسلكه المهاجرون في قوارب غير صالحة للإبحار ومكدّسة بشكل خطير، واستخدمه بنجاح أكثر من 89 ألف شخص في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023.
ويُعتقد أن 41 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم الأسبوع الماضي في غرق قارب قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وقال 4 ناجين إن القارب المتهالك، الذي كان من ضمن ركابه 3 أطفال، انطلق من ميناء صفاقس التونسي قبلها بستة أيام.
وفي يونيو/حزيران، غرقت سفينة صيد قديمة يُعتقد أنها كانت تحمل حوالي 750 شخصاً في المياه الدولية قبالة بيلوس على الساحل الغربي لليونان، بعد 4 أيام من إبحارها من شرق ليبيا. وتم إنقاذ 104 أشخاص فقط.
ومع ذلك، قالت فرونتكس إن "ضغط الهجرة" على طريق وسط البحر المتوسط سيستمر في الارتفاع على الأرجح، لأن المهربين "يعرضون أسعاراً منخفضة للمهاجرين المغادرين من ليبيا وتونس، وسط منافسة شرسة بين العصابات الإجرامية".
طرق الهجرة للاتحاد
وقالت الوكالة إن عدد الوافدين على جميع طرق الهجرة الرئيسية الأخرى إلى الاتحاد الأوروبي انخفض عن العام الماضي، حيث تراوح الانخفاض بين 2% على طريق غرب البحر المتوسط (من المغرب إلى إسبانيا) و29% على طريق شرق البحر المتوسط من تركيا إلى اليونان.
وظل الطريق البري غرب البلقان، الذي يمر عبر مقدونيا الشمالية وصربيا إلى كرواتيا وسلوفينيا والمجر، ثاني أكثر الطرق نشاطاً، لكن الـ52,200 عملية عبور المكتشفة تمثل انخفاضاً حاداً بنسبة 26% في نفس فترة الأشهر السبعة من العام الماضي.
وفي شهر يوليو/تموز، قالت الوكالة إنه تم اكتشاف ما يقرب من 42,700 عملية عبور حدودية غير نظامية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بزيادة قدرها 19% عن نفس الشهر عام 2022 وأعلى إجمالي منذ مارس/آذار عام 2016، في نهاية أزمة الهجرة في أوروبا عام 2015.
كما قالت فرونتكس إن عدد عمليات العبور من بحر المانش "باتجاه المملكة المتحدة" من فرنسا بلغ قرابة 5500 في يوليو/تموز، وبذلك يصل العدد الإجمالي للأشهر السبعة الأولى من عام 2023 إلى ما يقرب من 27,300 عملية عبور، بانخفاض بنسبة 2% عن نفس الفترة من العام الماضي. ووفقاً لأرقام حكومة المملكة المتحدة، وصل 15,826 شخصاً عبر بحر المانش اعتباراً من 10 أغسطس/آب من هذا العام، أي أقل بنسبة 15% عن نفس الفترة من العام الماضي.