حذر ناشطون وباحثون من تبعات حضور زعيمة قومية هندوسية لها ارتباط باليمين المتطرف الهندي، مؤتمرَ "البرلمان العالمي للأديان" الذي يُعقد خلال الأسبوع في مدينة شيكاغو الأمريكية، حسبما قال موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 11 أغسطس/آب 2023.
ومن المقرر أن تلقي نفيديتا بهيد، كلمةً أمام جلسة عامة في المؤتمر يوم 16 أغسطس/آب.
وتشغل نفيديتا منصب نائب رئيس "فيفيكاناندا كيندرا"، وهي منظمة خدمة اجتماعية تتبنى القومية الهندوسية وتُعنى بـ"بناء الأمة" الهندية، وحصلت على رابع أعلى جائزة مدنية في الهند من حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في عام 2017. وقد شاركت أكثر من مرةٍ منشورات تتفق مع خطاب القوميين الهندوس المتشددين.
فيما قال حقوقيون وباحثون إن نفيديتا شاركت مراراً في فعاليات استضافتها أو أيَّدتها "منظمة التطوع الوطنية" (RSS) اليمينية شبه العسكرية، وهي منظمة متطرفة تعمل على تحويل الهند إلى دولة هندوسية، وتروج نظريات المؤامرة ومنشورات التحريض على كراهية الإسلام على وسائل التواصل الاجتماعي. وحذروا من أن التطبيع مع حضور هذه الشخصيات في مؤتمرات التسامح الديني سابقة خطيرة.
اتُّهمت نفيديتا كذلك بحشد الدعم والتأييد لفيلمي "ملفات كشمير" و"قصة كيرالا" الدعائيَّين اللذين تعرضا لكثير من الانتقادات؛ لما احتويا عليه من نظريات مؤامرة عن اللاجئين الروهينغا، وتضخيم للروايات المضللة عما يسمى بـ"محرقة" الهندوس على أيدي سلاطين الحكم الإسلامي في الهند.
في المقابل، قال رشيد أحمد، المدير التنفيذي للمجلس الإسلامي الهندي الأمريكي: "على المشاركين في البرلمان العالمي للأديان أن يعارضوا علناً مشاركة القومية الهندوسية نفيديتا بهيد في مؤتمر (دعوة إلى صحوة الضمير: الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان)".
ويزعم "البرلمان العالمي للأديان" أنه يسعى إلى "تنمية التوافق بين مختلف التقاليد الروحية في العالم، وتعزيز تعاونها مع المؤسسات الإرشادية للوصول إلى عالم أكثر سلاماً وعدلاً واستقراراً".
مؤتمر "صحوة الضمير"
يأتي مؤتمر هذا العام تحت عنوان "دعوة إلى صحوة الضمير: الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان"، وقالت فيليس كوروت، المديرة التنظيمية لبرنامج المؤتمر، إن البرلمان يسعى إلى "الاجتماع على رد جماعي وشجاع وواضح على أخطر أزمة تواجهنا اليوم، ألا وهي الاستبداد"، "فالمتنمرون والطغاة يشعلون الحروب القومية، ويتغافلون عن الإرهاب المحلي، ويوقدون الأحقاد ومعاداة السامية وكراهية الإسلام وكراهية النساء والعنصرية. ويسيئون استغلال الأديان لتبرير أمور مستنكرة".
ومع ذلك، قال الناشطون والباحثون إن مشاركة أناس مثل نفيديتا، ممن لديهم روابط شخصية وعائلية عميقة بمنظمة التطوع الوطنية المعروفة بعدائها المتطرف لمسلمي الهند، لن تضيف شيئاً ذا قيمة إلى المؤتمر، فضلاً عن كونه يتعارض مع أهداف البرلمان وخطابه.
وقالت أودري تروشكي، مديرة الدراسات الآسيوية في جامعة روتجرز الأمريكية والباحثة المشاركة في المؤتمر، إن مشاركة نفيديتا في المؤتمر أمر "يدعو إلى القلق"، فقد "شاركت نفيديتا بنفسها في نشر معلومات مضللة تشوه صورة المسلمين الهنود في السنوات الماضية، التي تصاعدت خلالها حملات العنف التي تعرض لها المسلمون تحت القيادة القومية الهندوسية"، و"لديها صلات وثيقة بالمنظمات السياسية اليمينية المتطرفة التي تُناصر إيديولوجيا القوميين الهندوس المعادية للإسلام".
وترى تروشكي إن "استيعاب مثل هذه الشخصيات -التي تشارك بدأبٍ في التحريض على الكراهية في غمار العنف المتزايد- يتعارض مع الهدف المعلن للبرلمان العالمي للأديان".
فيما قال براناي سومايغولا، الكاتب والناشط المناهض لحركة "الهندوتفا" القومية الهندوسية، إنه "لأمر مزعج بشدةٍ أن ترى زعيمة قومية هندوسية معروفة تتحدث في فعالية يُفترض أنها تدور حول (الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان)"، و"الهندوتفا حركة سياسية فاشية رجعية، لا يجوز أن يكون مؤيدوها موضع ترحيب في مثل هذه الفعاليات".