أفرجت إيران عن خمسة أمريكيين من السجن، الخميس 10 أغسطس/آب 2023، ووضعتهم قيد الإقامة الجبرية، حسبما أفادت عائلاتهم، ما يثير الآمال في التوصل إلى اتفاق يسمح لهم بمغادرة البلاد، بعد رفع التجميد عن ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية.
ونقل السجناء سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز وأمريكي رابع لم تكشف هويته، من سجن إيفين في طهران إلى منزل غير محدد، وفق ما أعلنه محامي عائلة نمازي.
فيما قال مصدر آخر لوكالة "فرانس برس"، إن أمريكياً خامساً أفرج عنه في الأسابيع الأخيرة، من السجن ووُضع قيد الإقامة الجبرية.
وصرح باباك نمازي، شقيق سياماك: "نحن ممتنون، لأن سياماك والأمريكيين في إيران خرجوا من سجن إيفين وسيخضعون للإقامة الجبرية".
وأضاف في بيان: "بينما يعد هذا تغييراً إيجابياً، فإننا لن نرتاح حتى يعود سياماك والآخرون إلى الوطن، ونواصل عد الأيام حتى يمكن أن يحدث ذلك".
ورحب جاريد جينسر، محامي عائلة نمازي، بالخطوة لكنه أبدى أسفه، لأن هؤلاء الأمريكيين ما زالوا محتجزين.
وقال: "رغم أنني آمل أن تكون هذه الخطوة الأولى لإطلاق سراحهم النهائي، فإن هذا في أفضل الأحوال بداية النهاية لا أكثر".
إلغاء تجميد 6 مليارات دولار
إلى ذلك نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع، قوله إن إيران ستسمح للأمريكيين بمغادرتها بعد إلغاء تجميد 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية، مضيفاً أنه سيطلق سراح عدد من الإيرانيين المحتجزين في أمريكا بموجب اتفاق بين واشنطن وطهران.
المصدر الذي اطلع على الاتفاق أوضح: "طرفا الاتفاق يناقشان قضايا فنية بسيطة متعلقة بنقل الأموال إلى إيران".
يأتي ذلك، فيما اعتبر البيت الأبيض أنّ نقل إيران خمسة أمريكيين من السجن إلى الإقامة الجبرية أمر مشجع، لكنه كرر المطالبة بالإفراج عنهم.
المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، قالت: "رغم أن هذه خطوة مشجعة، فإن هؤلاء المواطنين الأمريكيين.. ما كان ينبغي إطلاقاً اعتقالهم في المقام الأول". وأضافت: "بالطبع، لن يهدأ لنا بال حتى يعودوا جميعاً إلى الوطن".
نقل الأموال لقطر
في السياق، قالت ممثلة إيران لدى الأمم المتحدة إن اتفاق تبادل السجناء يشمل الإفراج عن أموال مجمدة بكوريا الجنوبية ونقلها لقطر، مضيفة: "نؤيد خروج سجناء مزدوجي الجنسية من سجن إيفين بطهران ضمن اتفاق مع واشنطن".
ويأتي هذا بعد أشهر من المفاوضات بين طهران وواشنطن خلف الأبواب الموصدة بهدف إطلاق سراح الأمريكيين، الذين كانوا مسجونين في إيران بتهمة التعاون مع حكومات معادية أو التجسس.
يشار إلى أن مراد طهباز، البالغ من العمر 68 عاماً، هو أحد المعتقلين في ملف معروف بـ"ملف البيئة" في إيران، ويحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية، وكان يقبع في السجن منذ فبراير/شباط 2017.
أما عماد شرقي، البالغ من العمر 58 عاماً، فهو أحد مديري شركة سراوا، وهو متهم أيضاً بالتعاون مع حكومة معادية، ومعتقل في إيران منذ مايو/أيار 2018.
من جهته، سيامك نمازي مسجون في إيران منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ويوم الإثنين 7 أغسطس/آب، أفادت صحيفة "خراسان" الإيرانية باعتقال امرأة إيرانية-أمريكية بإيران في الأسابيع الأخيرة.
وكتبت أن سبب الجمود في المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن تبادل الأسرى مرتبط بقضية الإفراج عنها. واليوم كشفت وكالة أنباء فارس أن اسمها هو منيرة ترز بصير، وهي معتقلة منذ سبتمبر/أيلول 2019.
ومنذ فترة طويلة، أعلنت الحكومة الإيرانية عن استعدادها لتنفيذ اتفاقية "تبادل السجناء"، التي سيتم بموجبها إعادة السجناء مزدوجي الجنسية إلى الولايات المتحدة، لكنها وضعت شروطاً لتطبيقها، وفقاً لمسؤولين أمريكيين، فحالت دون إتمام التفاهم.