باتت أوكرانيا أول بلد في العالم يستخدم الطائرات المسيرة المخصصة للشحن لإجلاء الجنود الجرحى، وفق ما ذكره موقع Business Insider الأمريكي الإثنين 7 أغسطس/آب 2023، وأوضح أنه على الأرجح هذه المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه الأنواع من المسيرات لهذا الغرض في أية ساحة قتال على الإطلاق.
فقد نشرت أوكرانيا طائرات مسيرة كبيرة قادرة على حمل حوالي 180 كيلوغراماً لمسافة تصل إلى 43 ميلاً (حوالي 69.2 كم)، وذلك وفقاً لما ورد في تقرير الصحيفة. وأوضحت The Economist أن كييف تكون بذلك أول بلد في العالم يفعل ذلك.
بينما لم يتضح كم عدد المرات التي استخدمت فيها أوكرانيا المسيرات لنقل أفراد القوات الجرحى، أو في أي مكان بالبلاد نفذت المهمة بهذه الطريقة. فيما تتزايد أعداد الضحايا باطراد خلال الصراع.
إذ تقدر وثيقة مزعومة تابعة لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في أبريل/نيسان، أن كييف لديها ما يصل إلى 113500 من الجنود الجرحى، مقارنة بـ 180 ألف جريح في صفوف القوات الروسية منذ أن أطلقت روسيا غزوها الشامل في فبراير/شباط 2022، وذلك حسبما نقلت وكالة Reuters.
مع ذلك، ليست هناك أرقام موثوقة حول عدد الجنود الأوكرانيين أو الروس الذين قُتلوا أو جُرحوا على أرض المعركة، نظراً إلى أن كلا البلدين لا يعطي أية أرقام تفصيلية حول قواته.
تلقى الجنود الأوكرانيون الجرحى الإسعافات عن طريق مسعفي الخطوط الأمامية، في غرب أوكرانيا بعيداً عن الخطوط الأمامية، وفي بلاد أوروبية أخرى بعد نقلهم بالقطار.
سوء الإمدادات الطبية في أوكرانيا
في غضون ذلك، قالت الاستخبارات البريطانية في يوليو/تموز إن ما يصل إلى 50% من وفيات القتال الروسية في أوكرانيا كان من الممكن تجنبها، وإنها حدثت بسبب سوء الإمدادات الطبية. وقد وصف الأسرى من الجنود الروس كيف تُركوا ليلقوا حتفهم.
بحسب التقرير، يضرب استخدام كييف الطائرات المسيرة لنقل جرحى الجنود مثالاً على الطريقة التي تتعلم بها أوكرانيا الدروس فيما يتعلق باستخدام التقنيات الجديدة، بطرق قد تفيد في نهاية المطاف الجيوش الأخرى.
كما اضطرت أوكرانيا أيضاً للجوء إلى الأسلحة البدائية في قتالها ضد روسيا، وتُستخدم الحرب لاختبار بعض الأسلحة المتطورة على نطاق واسع للمرة الأولى.
فيما علمت صحيفة The Financial Times في الشهر الماضي من وزير الدفاع الأوكراني وخبراء آخرين في الصناعة، أنهم يحصلون على رؤية قيمة لصالح بلاد منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن طريق استخدام الأسلحة المتطورة على أرض المعركة.
بينما عرضت الولايات المتحدة أيضاً مساعدة كييف في بناء "سجل صدمات" -وهو عبارة عن قاعدة بيانات حول الطريقة التي أُصيب بها الجنود، وكيف عولجوا، وماذا كان مصيرهم- وهو ما سيمثل معلومات مفيدة لأوكرانيا وحلفائها والطب بصورة أعم، وذلك حسبما أفادت The Economist.