اختتمت، الأحد 6 أغسطس/آب 2023، في مدينة جدة السعودية، المحادثات التي جرت بهدف إحراز تقدم نحو تسوية سلمية للحرب بين أوكرانيا وروسيا، حيث قال مسؤول أوكراني كبير إنها كانت مثمرة، بينما وصفت موسكو المحادثات بأنها "محاولة محكوم عليها بالفشل"، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
إذ قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن المملكة استضافت، في مدينة جدة، اجتماعاً لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من 40 دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. واتفق المشاركون على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام.
شارك في الاجتماع، كل من تركيا والأرجنتين وأستراليا والبحرين والبرازيل وبلغاريا وكندا وتشيلي والصين وجزر القمر والتشيك والدنمارك ومصر وإستونيا والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي وفنلندا وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا، وفق ما جاء في بيان سعودي نشرته "واس".
كما شارك في الاجتماع أيضاً كل من اليابان والأردن والكويت ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وبولندا وقطر وكوريا ورومانيا وسلوفاكيا وجنوب إفريقيا وإسبانيا والسويد وأوكرانيا والإمارات والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وفق المصدر ذاته.
ردود متباينة من أوكرانيا وروسيا
فيما وصفت أوكرانيا وحلفاؤها المحادثات بأنها محاولة للحصول على دعم دولي واسع للمبادئ التي تريد كييف أن تكون أساساً للسلام، ومنها انسحاب جميع القوات الروسية، وعودة جميع الأراضي الأوكرانية إلى سيطرتها.
بينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يريد عقد قمة عالمية على أساس تلك المبادئ في وقت لاحق من العام الحالي. وقال أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي في بيان عن محادثات جدة: "أجرينا مشاورات مثمرة جداً حول المبادئ الأساسية التي يجب أن يُبنى عليها سلام عادل ودائم".
بينما نقلت وسائل إعلام رسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله، الأحد، إن الاجتماع "انعكاس لمحاولة الغرب مواصلة الجهود الفاشلة وغير المجدية" لحشد الجنوب العالمي من أجل دعم موقف زيلينسكي.
في حين أن الدول الغربية تدعم أوكرانيا على نطاق واسع، فإن العديد من الدول الأخرى مترددة في الانحياز إلى أي طرف رغم رغبتها في إنهاء الصراع الذي أضر باقتصاد العالم.
كما قال محللون إن مشاركة الصين، التي لم تشارك في جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاجن، ونأت بنفسها عن الدعوات الغربية للتنديد بالغزو الروسي، تشير إلى تحول محتمل في موقفها، لكن ليس تغيراً كبيراً.
كما أكد دبلوماسيون غربيون أهمية دور السعودية في دعوة مجموعة أوسع من الدول للمشاركة، مستغلة علاقتها المتنامية مع بكين وعلاقاتها المستمرة مع كل من موسكو وكييف.
فيما قال يرماك إن وجهات نظر مختلفة ظهرت خلال المحادثات في السعودية، واصفاً إياها بأنها "حوار صريح ومنفتح جداً". وأضاف أن جميع الدول المشاركة أبدت التزامها بمبادئ القانون الدولي واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.