طلب قادة الانقلاب في النيجر، السبت 5 أغسطس/آب 2023، المساعدة من مجموعة فاغنر الروسية لمواجهة تدخل عسكري محتمل، وذلك بعد إعلان باريس اعتزامها دعم جهود مجموعة "إيكواس" لإحباط الانقلاب في النيجر، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس.
ووفقا لأسوشيتدبرس، فإن الطلب جاء أثناء زيارة قام بها أحد قادة الانقلاب، وهو الجنرال ساليفو مودي، إلى مالي المجاورة؛ حيث تواصل مع قائد من فاغنر.
ويواجه المجلس العسكري في النيجر مهلة حددتها الكتلة الإقليمية المعروفة باسم "إيكواس" للإفراج عن الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم وإعادة تنصيبه، والذي وصف نفسه بأنه رهينة.
"سندعم إحباط الانقلاب"
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أن باريس ستدعم بقوة جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) لإحباط الانقلاب العسكري في النيجر.
إذ قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، إن أمام المجلس العسكري في نيامي مهلة حتى يوم غد الأحد لتسليم السلطة، وإلا فإن تهديد الدول الأعضاء في إيكواس بالتدخل العسكري يجب أن يؤخذ "على محمل الجد".
وكان مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في مجموعة "إكواس"، عبد الفتاح موسى، أفاد بأن قادة الدفاع في دول غرب إفريقيا وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر في حالة عدم تنحي قادة الانقلاب بعد المهلة التي تنتهي غداً الأحد.
عقب اجتماع إقليمي في أبوجا، السبت، أضاف موسى أن التكتل لن يكشف لمدبري الانقلاب زمان ومكان تنفيذ الخطة، مشدداً على أنه قرار سيتخذه رؤساء الدول.
كما تابع أن "إكواس" ترغب أن تنجح الدبلوماسية، لافتاً إلى أنها تمنح مدبري انقلاب النيجر كل الفرص الممكنة للتراجع، وموضحاً أن خطة التدخل في النيجر تشمل كيفية وموعد نشر القوات.
يشار إلى أن وفد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، كان قد غادر النيجر بعد عرض مقترحات للخروج من الأزمة على الانقلابيين الذين أعلنوا سيطرتهم على الحكم.
كان القادة العسكريون الذين نفذوا الانقلاب في النيجر والذين يتولون السلطة الآن، قد أظهروا مواقف علنية واضحة لفرنسا؛ إذ قال المجلس العسكري في النيجر، الخميس 3 أغسطس/آب 2023 إنه ألغى عدداً من اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
"الرد الفوري"
بالمقابل، توعّد مُنفّذو الانقلاب بالرد على الفور على أي "عدوان أو محاولة عدوان" ضد بلادهم من جانب الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وفضلاً عن التوتر بين الانقلابيين وجماعة إكواس، يزداد التوتر بينهم وبين فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة ودول أخرى، حتى قرروا إقالة سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوغو ونيجيريا.
في حين أن روسيا رفضت أي تدخل عسكري في النيجر، معتبرة أن ما يجري شأن داخلي لا ينبغي على الدول أن تتعاطى معه.
أما الرئيس السابق محمد بازوم، فحذر من عواقب الانقلاب، مناشداً الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره مساعدته في استعادة النظام الدستوري، وفق تعبيره.
وأمس الجمعة، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الحكومة الأمريكية توقف بعض برامج المساعدات الخارجية التي تستفيد منها حكومة النيجر، لكنها ستواصل تقديم مساعدات إنسانية وغذائية.
من جانبه، ندد المجلس العسكري في النيجر بالتدخل الخارجي، وقال إنه سيقاوم أي اعتداء.
يُشار إلى أن النيجر تتمتع بأهمية استراتيجية للولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا؛ نظراً لثرواتها من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في التصدي لمتمردين متشددين في منطقة الساحل.