دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الخميس 3 أغسطس/آب 2023، ببراءته من تهم التآمر على المؤسسات الأمريكية، خلال مثوله أمام محكمة فيدرالية في واشنطن، بعد يومين على اتهامه بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وشهدت العاصمة واشنطن، فرض طوق أمني في محيط المحكمة، حيث نصبت حواجز حديدية، واصطفت شاحنات تابعة للبلدية، فيما انتشرت كاميرات وشاحنات الأقمار الصناعية التابعة لوسائل الإعلام المحلية والدولية في الساحة أمام المحكمة، تحت أنظار المارّة والسيّاح.
وخلال مثوله أمام المحكمة، أجاب الملياردير الجمهوري بنفسه بأنه غير مذنب عندما قرأت القاضية موكسيلا أوباديايا التهم وأحكام السجن القصوى المرتبطة بها.
وندد ترامب بـ"يوم حزين جداً" للولايات المتحدة بعد مثوله أمام المحكمة، معتبراً أنه يتعرض للاضطهاد باعتباره "خصماً سياسياً".
وتشير لائحة الاتّهام الواقعة في 45 صفحة والتي نُشرت الثلاثاء 1 أغسطس/آب 2023، إلى وجود "مشروع إجرامي"، وتتهمه بتقويض أسس الديمقراطية الأمريكية، من خلال محاولة تغيير عملية فرز نتائج تصويت أكثر من 150 مليون أمريكي.
في المقابل، فإنّ الدعويين الجنائيتين السابقتين المرفوعتين ضده هذا العام، بتهمة الاحتيال المرتبط بشراء صمت ممثلة أفلام إباحية، وتعريض الأمن القومي للخطر من خلال سوء تعامله مع وثائق سرّية، تتعلّقان على التوالي بالفترة السابقة لولايته وما بعدها.
والمحكمة التي وجهت فيها التهم لترامب تقع قرب الكابيتول، مقرّ الكونغرس الأمريكي الذي اقتحمه مئات من أنصاره؛ لمنع التصديق على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، في السادس من يناير/كانون الثاني 2021.
من جانبها، قالت القاضية موكسيلا أوباديايا: "يمكنني أن أؤكد للجميع أنه سيكون هناك مسار ومحاكمة عادلة".
وفي وقت سابقٍ الخميس، اتهم ترامب مجدداً خلفه ومنافسه الديمقراطي جو بايدن بالوقوف وراء الدعاوى القضائية الجديدة؛ لإبقائه خارج سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وكتب على منصته "تروث سوشال" أنه ملاحق، على خلفية "الطعن في انتخابات فاسدة ومزورة ومسروقة".
إجراءات أمنية
وقالت شرطة العاصمة الفيدرالية لوكالة فرانس برس، إن أكثر من 6 من أجهزة شرطة ووكالات أمن شاركت في تأمين الجلسة.
ودعا المحقق الخاص جاك سميث، الذي أشرف على التحقيق الثلاثاء، إلى تنظيم "المحاكمة بلا تأخير"، قائلاً إنه يمكن إجراؤها في خضم الحملة الرئاسية.
وما زال ترامب (77 عاماً)، المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولم تتضح بعدُ تداعيات توجيه هذا الاتهام على ترشيحه.
رغم تتالي الدعاوى القضائية، لا يزال الملياردير الجمهوري يحتفظ بولاء جزء كبير من حزبه، فهو يُهيمن على استطلاعات الرأي لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، حتى إنه يُوسّع الفجوة بينه وبين منافسه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يُراكم العثرات منذ بداية حملته الانتخابيّة.