أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وفق البيان الذي نشره الجيش السوداني عبر حسابه الرسمي على فيسبوك مساء الجمعة 4 أغسطس/آب 2023، قراراً بتشكيل لجنة "لجرائم الحرب وحصر انتهاكات وممارسات" قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023. في الوقت نفسه قالت منظمة العفو الدولية، إن "المدنيين في أنحاء السودان يعيشون رعباً لا يمكن تصوره، على خلفية الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع".
جاء في بيان الجيش السوداني: "أصدر البرهان قراراً بتشكيل لجنة لجرائم الحرب وانتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع المتمردة". وأوضح أن اللجنة "برئاسة ممثل النائب العام والخارجية وعضوية ممثلين لوزارة العدل والقوات المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة والمفوضية القومية لحقوق الإنسان".
حصر جرائم قوات الدعم والتحقيق فيها
بيان الجيش السوداني قال كذلك، إن مهام اللجنة "تتمثل في حصر كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023". وأردف: "تم تكليف اللجنة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية في مواجهة قيادات وأفراد القوات المتمردة (الدعم السريع) داخلياً وخارجياً وكل من يثبت تورطه بالاشتراك أو التحريض أو المعاونة".
وأشار البيان إلى أن اللجنة "انخرطت في اجتماعات مستمرة، وأجرت العديد من الاتصالات مع كافة الجهات المعنية ومؤسسات إنفاذ القانون".
وذكر أن اللجنة "قامت بفتح بلاغات بالأرقام 5005 و5010، تحت المواد من 186 وحتى 192 من القانون الجنائي 1991 تعديل 2099، والتي تشمل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، إضافة إلى جريمة الإبادة العرقية في ما يتعلق بالجرائم التي وقعت بولاية غرب دارفور".
ولفت إلى أن اللجنة "ستواصل أعمالها بإجراء التحقيقات والتحري لحصر الانتهاكات والجرائم وفقاً لاختصاصها توطئة لمحاكمة المتورطين من قيادات وأفراد قوات الدعم السريع في الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين، وتخريب البنيات التحتية واحتلالها للأعيان المدنية ومنازل المواطنين وتقديمهم للمحاكمة العدالة".
وأهاب البيان بالمواطنين "الإسراع في تقديم بلاغات الحق الخاص في ما يخص الانتهاكات التي تعرضوا لها في كافة مراكز النيابة العامة بالولايات المختلفة". وحتى الساعة الـ18:50 (ت.غ)، لم يصدر تعقيب من قوات "الدعم السريع" على قرار تشكيل اللجنة.
اشتباكات مستمرة في السودان
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
من جانبها قالت منظمة العفو الدولية، الخميس، إن "المدنيين في أنحاء السودان يعيشون رعباً لا يمكن تصوره، على خلفية الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع". وأضافت المنظمة الحقوقية، في تقرير نشرت تفاصيل عنه على موقعها الإلكتروني، إن "جرائم حرب واسعة النطاق تُرتكب في السودان".
ويوثق التقرير الذي يحمل عنوان "جاء الموت إلى بيتنا: جرائم الحرب ومعاناة المدنيين في السودان" الخسائر الجماعية بين المدنيين في الهجمات المتعمدة والعشوائية التي تشنها الأطراف المتحاربة.
المدنيون يعيشون رعباً في السودان
قالت الأمينة العامة للمنظمة أنياس كالامار: "المدنيون في أنحاء السودان يعيشون رعباً لا يمكن تصوره كل يوم بينما تتنافس قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بتهور للسيطرة على الأراضي"، حسب التقرير. وأضافت أن "الناس يُقتلون في قلب منازلهم، أو أثناء بحثهم اليائس عن الطعام والماء والدواء".
وتعرضت عشرات النساء والفتيات، بعضهن لا يتجاوزن 12 عاماً، للاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي على أيدي أفراد من الأطراف المتحاربة، وفق التقرير نفسه.