الغرب قلق من توجهات حكام النيجر الجدد.. زيارة أحد قادة الانقلاب لمالي المتحالفة مع فاغنر تثير مخاوفه

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/03 الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/03 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش
عبد الرحمن تياني، الذي نصّب نفسه زعيماً للنيجر - رويترز

بدأ قادة الانقلاب في النيجر بإثارة مخاوف من تحول أحد الحلفاء الأساسيين للغرب في إفريقيا، بتقربهم من القادة العسكريين في مالي، الذين يرتبطون بشراكة مع مرتزقة فاغنر الروسية، خاصة بعد أن سافر أحد قادة الانقلاب وضباط آخرون إلى مالي، وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأربعاء 2 أغسطس/آب 2023.

حيث ذكر مكتب الرئيس في مالي، في منشور على الشبكات الاجتماعية، أنَّ اللواء ساليفو مودي، أحد الانقلابيين الذين أطاحوا بالرئيس محمد بازوم من السلطة في النيجر، الأسبوع الماضي، كان ضمن وفد من المسؤولين العسكريين الذين زاروا مالي.

فيما تنشر مجموعة فاغنر نحو 1500 جندي في مالي موالين للنظام العسكري هناك. وأشاد مؤسسها، يفغيني بريغوجين، بالانقلاب في النيجر وعرض خدمات فاغنر على الحكام الجدد، رغم عدم وضوح طبيعة السيطرة العملياتية التي لا يزال يتمتع بها على المجموعة العسكرية بعد تمرده الفاشل في روسيا في يونيو/حزيران.

حسب الصحيفة الأمريكية، لم يكن هناك أي مؤشر عام على ما إذا كان الجنرال مودي أحد قادة الانقلاب في النيجر، قد اجتمع بعملاء فاغنر في مالي. ومع ذلك، حضر الاجتماع، يوم الثلاثاء 1 أغسطس/آب، وزير دفاع مالي، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات لتسهيل تدخل فاغنر في مالي.

بينما قال كياري ليمان تنغيري، سفير النيجر لدى الولايات المتحدة، في مقابلة يوم الأربعاء، 2 أغسطس/آب: "من المعروف أنَّ المجلس العسكري المالي مرتبط بفاغنر، إذ توفر له الحماية وتحل محل أية قوات غربية".

في خطاب مُوجَز على التلفزيون المالي، أشاد الجنرال مودي بـ"العلاقة الجيدة جداً" بين مالي والنيجر في القضايا الأمنية. وكان من المقرر أن يسافر الجنرال مودي إلى بوركينا فاسو بعد ذلك، حيث ازداد التقارب مع القادة العسكريين من روسيا في الأشهر الأخيرة.

بينما اجتمع أكثر من 12 من قادة الدفاع من غرب إفريقيا في نيجيريا، يوم الأربعاء 2 أغسطس/آب؛ لمناقشة ردهم على الانقلاب في النيجر. وقد هددت منظمة دولهم، الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أو (إيكواس)، برد عسكري ضد قادة الانقلاب إذا لم يُعَد بازوم إلى منصبه بحلول الإثنين المقبل 7 أغسطس/آب.

فيما قال سفير النيجر ليمان تنغيري إنَّ ترك بلاده في أيدي القادة العسكريين يمثل تهديداً أكبر للسلام الإقليمي من تدخل "إيكواس". وأشار إلى أنَّ المتمردين الإسلامويين المنتمين إلى تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية (داعش) يسيطرون على مساحات شاسعة من بوركينا فاسو ومالي، محذراً من أنَّ النيجر -حيث ينشط هؤلاء المسلحون بالفعل- يمكن أن تكون التالية.

أضاف ليمان تنغيري: "هناك سيناريو حول انهيار وشيك للمنطقة". وفي إشارة لفصائل الإرهابيين، قال: "إذا منحتهم ملاذاً من 3 دول، فأنت تمنحهم قاعدة لاتخاذ إجراءات ضد أية دولة أخرى".

بينما شغل الجنرال مودي، الذي ترأس الوفد النيجيري في زيارته إلى مالي، منصب رئيس أركان الجيش حتى أقاله بازوم، في أبريل/نيسان، لأسباب غير مُعلَنة. وقال أحد مستشاري بازوم، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية سلامته، إنَّ الجنرال مودي كان له دور محوري، الأسبوع الماضي، في حشد الجيش لتنفيذ الانقلاب في النيجر.

تحميل المزيد