يناقش الاتحاد الأوروبي وتركيا تطوير اتحادهما الجمركي، وذلك في مسعى من أنقرة لتعزيز جهود البلاد لاستعادة ثقة الشركاء والمستثمرين الأوروبيين، فضلاً عن أن هذه النقاشات تصب في مطالب تركيا السابقة بضرورة تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين أنقرة ودول الاتحاد الأوروبي التي تم التوصل إليها قبل نحو 3 عقود.
وكالة Bloomberg الأمريكية ذكرت الأربعاء 2 أغسطس/آب 2023، أن مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن الجمارك، باولو جنتيلوني، قال إن "أمامنا مشكلات صعبة في هذا الصدد من الضروري أن نعالجها. وسندرسها مع فرقنا بعد الصيف، ونرى إن كان ممكناً البناء على هذه الإشارات الجديدة من تركيا".
كان جنتيلوني قد التقى مرتين مع وزير المالية التركي محمد شيمشك، خلال الأسبوعين الماضيين، وقال إنه مهتم بسماع "رسائل الوزير الإيجابية عن الخطط الاقتصادية للحكومة وعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي".
بحسب الوكالة الأمريكية، فإن كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي يرحبون بجهود تركيا لاستعادة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، في خضم محاولات الدولة جذب المستثمرين الأجانب لتعزيز اقتصادها.
كان الوزير التركي شيمشك، قد قال بمؤتمر في سالزبورغ، الأسبوع الماضي، إنه "ليس من المهم إن كانت تركيا ستصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي في النهاية"، وأضاف: "كل ما نحتاجه هو السماح لنا بالاستمرار في رحلة التحول الشامل".
شيمشك كان قد أشار إلى أن أقرب ما يمكن تحقيقه هو تطوير الاتحاد الجمركي، القائم منذ عام 1995، من خلال إضافة بعض السلع والخدمات الزراعية التركية.
من جانبه، قال جوهانس هان، مفوض الاتحاد الأوروبي للميزانية، في تصريح لـBloomberg News، الأسبوع الماضي: "كنت أعتقد دوماً، وما زلت أعتقد، أن تطوير الاتحاد الجمركي أمر يمكن تحقيقه من حيث المبدأ. بالطبع توجد بعض العقبات، لكن علينا أن ندرس ما يمكننا فعله لتحقيق تعاون أوثق".
وكان جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قد قال في 20 يوليو/تموز 2023، إن حل التوترات المتعلقة بقبرص، المقسمة منذ عام 1974 بين اليونان وتركيا، سيكون مهماً لإعادة التواصل مع تركيا.
تنص اتفاقية الاتحاد الجمركي على تعريفة خارجية مشتركة لجميع السلع الصناعية، ولكنها لا تنطبق على الخدمات أو المشتريات العامة أو الزراعة، باستثناء المنتجات الزراعية المصنعة. وتنطبق الامتيازات التجارية الثنائية على منتجات الزراعة والفحم والصلب.
تطالب تركيا بتحديث الاتفاقية، مبررة ذلك بأنها تعتريها مشاكل بنيوية مع تطور هيكلية التجارة الحالية، ومن أبرز المشاكل التي تعتري الاتحاد الجمركي، أن أنقرة ليست طرفاً مباشراً في اتفاقيات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى، وعدم إشراكها كما ينبغي في آليات التشاور وصنع القرار المتعلقة بالاتحاد الجمركي.
كثيراً ما حاولت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تطوير اتفاقية التجارة مع أنقرة لكنها فشلت في إحراز أي تقدم، وسط تدهور العلاقات الثنائية والتوترات في شرق البحر المتوسط، وفقاً للوكالة الأمريكية.
تأتي محادثات الاتحاد الجمركي على خلفية محاولات الاتحاد الأوروبي تحسين علاقاته التجارية مع دول مختلفة، ورأى هان، مفوض الاتحاد الأوروبي للميزانية، أن عملية إعادة التواصل مع أنقرة وتحسين العلاقات الاقتصادية مهمة أيضاً لأسباب أمنية. وقال: "أظن أن لا أحد يفكر تفكيراً واقعياً، يتحدث عن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن تتوفر كثير من الفرص الأخرى".
