انتشر قبل أيام مقطع فيديو لسيدة قامت بمنع متطرفين في الدنمارك من حرق نسخة من المصحف الشريف، ويتعلق الأمر بالعراقية، قدس السامرائي، التي دافعت بشجاعة وتحدٍّ كبيرين عن القرآن الكريم، لتقابل بالاعتداء من قِبَل نشطاء، والاتهام بالسرقة كونها حاولت حماية "الكتاب المقدس".
العراقية السامرائي أعربت عن رفضها للاعتداء على المقدسات وعدم ندمها على الدفاع عن المصحف الشريف. وقالت في لقاء مع وكالة الأناضول نُشر الإثنين 31 يوليو/تموز 2023: "تعرضت للاعتداء من قِبَل نشطاء واتهموني بالسرقة؛ لأنني قمت بحماية القرآن".
العراقية الأصل والتي تحمل الجنسية الدنماركية وتعيش في البلاد منذ عام 2000، تعرضت لـ"الضرب" من متطرف حرق نسخة من القرآن ووضع حذاء على نسخة أخرى، خلال محاولتها حماية المصحف الأسبوع الماضي. وتؤكد في حديثها أنها "غير نادمة لدفاعها عن القرآن"، معربة عن رفضها التام لـ"الاعتداء على المقدسات".
تفاصيل حرق نسخة من المصحف
عن حادث حرق نسخة من المصحف، قالت السامرائي: "بينما كنت في كوبنهاغن، رأيت مصحفاً محترقاً على جانب الطريق، قمت بإزالته على الفور لما انتابني من حزن عميق"، وأضافت: "عندما رأى الشخص الذي أحرق القرآن أنني أحمله، هاجمني على الفور وسألني لماذا رفعته عن الأرض، ودفعني وضربني على كتفي".
كما أوضحت أن الشخص الذي أحرق القرآن هو نفسه من "وضع حذاء على نسخة أخرى من المصحف"، مضيفة: "غضبت كثيراً عندما رأيت هذا المشهد وأردت إبعاد ذلك الحذاء عن القرآن الكريم". وعند محاولتها إبعاد الحذاء عن القرآن هوجمت "مجدداً من ذات الشخص الدنماركي، وتعرضت للضرب على منطقة الخصر"، وفق كلامها.
فيما بيّنت أن الهجوم "استمر عليها بينما كانت تمسك القرآن، فيما اتصلت بالشرطة وحينما وصلت إلى مكان الحادث، اتهمها الشخص الدنماركي الذي أقدم على حرق نسخة من المصحف، بأنها سرقته". وأشارت إلى أن الشرطة الدنماركية "أعادت المصحف للشخص من جديد كي يحرقه".
كما تابعت قدس السامرائي قائلة: "تقدمت بشكوى ضده؛ لأنه اعتدى عليَّ، وعندما ذهبت في اليوم التالي لمخفر الشرطة علمت أنه قدم شكوى ضدي مدعياً أنني سرقته". ما كان يهم السامرائي في ذلك الوقت، بحسب حديثها، هو انتزاع القرآن من يد المعتدي والحيلولة دون تدنيسه.
بحسب وسائل إعلامية دنماركية، فقد وجهت الشرطة الدنماركية تهماً للسامرائي بـ"السرقة". وعن موقف المواطنين الدنماركيين من الاعتداء على القرآن الكريم، قالت السامرائي: "إنهم لا يوافقون على ذلك". أما إمكانية سحب الجنسية الدنماركية منها، فقالت السيدة العراقية: "لا يهمني إن كانوا سيجردونني من الجنسية أمام حماية القرآن".
تصاعد الاعتداءات على القرآن الكريم
تصاعدت في الفترة الأخيرة الاعتداءات على القرآن الكريم في السويد والدنمارك، والتي قوبلت بردود فعل غاضبة من العالم الإسلامي، إثر سماح سلطات البلدين بارتكاب تلك الاستفزازات.
طوال عطلة عيد الفصح في 2022، واصل راسموس بالودان، زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف استفزازاته عبر حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد في مدن "مالمو ونوركوبين ويونشوبينغ والعاصمة ستوكهولم".
كما أحرق بالودان نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم في 21 يناير/كانون الثاني 2023، وأمام سفارة تركيا في كوبنهاغن في 27 من ذات الشهر.
في 28 يونيو/حزيران الماضي، وتزامناً مع اليوم الأول لعيد الأضحى، قام العراقي سلوان موميكا بحرق نسخة من المصحف عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بتنظيم تجمع رضوخاً لقرار قضائي، وهو ما قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.
الإساءة لدول إسلامية
رخصت السلطات السويدية لسلوان موميكا (عراقي مقيم على أراضيها) بتنظيم تظاهرة صغيرة في 20 تموز/يوليو الجاري، أمام مبنى سفارة بغداد لدى ستوكهولم، أحرق خلالها نسخة من القرآن والعلم العراقي.
اعتباراً من نيسان/أبريل الماضي، بدأت جماعة قومية متطرفة ومعادية للإسلام في الدنمارك بتنفيذ اعتداءات على العلم التركي والقرآن الكريم أمام السفارة التركية في كوبنهاغن.
كما أحرق أعضاء المجموعة، الذين رفعوا لافتات معادية للإسلام ورددوا شعارات مسيئة للإسلام، نسخاً من القرآن في كوبنهاغن أمام سفارات كل من العراق في 21 يوليو، وإيران والعراق في 24 يوليو، ومصر وتركيا في 25 يوليو.
بينما أقدمت المجموعة على حرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في كوبنهاغن في 28 يوليو/تموز. وأبدت العديد من الدول وعلى رأسها تركيا، ردود فعل غاضبة على سماح السلطات المعنية بارتكاب تلك الاعتداءات على المصحف، تحت حماية الشرطة.
فيما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 25 يوليو/تموز الجاري، قراراً يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي.