كشفت محاضر داخلية حكومية في بريطانيا عن خطط سرية طرحها مسؤولو وزارة الداخلية البريطانية، من أجل الضغط على هيئة تنظيم الخصوصية المستقلة لتوافق على استخدام تقنية التعرف على الوجه المثيرة للجدل في المتاجر، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 29 يوليو/تموز 2023.
الصحيفة أوضحت أنه تم الاتفاق على هذه الاستراتيجية السرية خلال اجتماع مغلق في 8 مارس/آذار الماضي، بين وزير الشرطة كريس فيليب وكبار مسؤولي وزارة الداخلية وشركة Facewatch الخاصة، التي لاقت كاميراتها الخاصة بالتعرف على الوجه معارضة شرسة بعد تركيبها في المتاجر.
تقنية التعرف على الوجه "متحيزة"
في تطور يتجاهل المنتقدون الذين يزعمون أن تقنية التعرف على الوجه تنتهك حقوق الإنسان ومتحيزة، لا سيما ضد ذوي البشرة الداكنة، يشير محضر الاجتماع إلى أن مسؤولي وزارة الداخلية اتفقوا على إرسال خطاب إلى مكتب مفوض المعلومات (ICO) للدفاع عن مزايا تقنية التعرف على الوجوه في الحد من "سرقات المتاجر".
حيث قال مارك جونسون، مدير المناصرة في مجموعة Big Brother Watch: "على وزارة الداخلية أن تقدم جواباً عاجلاً على الأسئلة المتعلقة بهذا الاجتماع، الذي يبدو أنه دفع مسؤولين إلى محاولة كسب دعم مكتب مفوض المعلومات للتعامل مع شركة تبيع تقنية التعرف على الوجه المنتهكة للخصوصية".
كما أضاف: "من الضروري أن يكون الشغل الشاغل لوزراء الحكومة حماية حقوق الإنسان، وليس التقرب من الشركات الخاصة التي تشكل منتجاتها تهديدات خطيرة للحريات المدنية في المملكة المتحدة".
فيما تكشف محاضر الاجتماع أن فيليب وزير الشرطة الذي عيَّنه ريشي سوناك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسيمون غوردون مؤسس Facewatch، ناقشا "سرقات المتاجر وفوائد تقنية التعرف على الوجه التي تنتجها الشركات الخاصة".
لاحقاً، أشارت خطة العمل التي اتُّفق عليها خلال الاجتماع إلى أن "يصوغ المسؤولون خطاباً إلى مكتب مفوض المعلومات يوضح آثار جرائم سرقات المتاجر"، وإلى أن "فيليب سيدرس إلقاء خطاب لإبراز فوائد تقنية التعرف على الوجه".
تضاعف سرقات المتاجر في بريطانيا
على أنه لا يزال من غير الواضح الاتصالات التي تبعت ذلك بين وزارة الداخلية والهيئة التنظيمية بخصوص Facewatch. لكن المحاضر تشير إلى أن فيليب يدرك أن أي محاولة لممارسة الضغط على الجهة التنظيمية المستقلة قد تكون غير فعالة.
فيما ذكر المحضر الذي حصلت عليه Big Brother Watch من خلال طلب حرية المعلومات، أن "كريس فيليب أكد أن مكتب مفوض المعلومات هيئة مستقلة ولا يمكنه محاولة تغيير حكمها أو رأيها".
هذا ويقول المؤيدون لاستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه المثبتة في مباني المتاجر، إن سرقات المتاجر في المملكة المتحدة زادت على الضعف في السنوات الست الماضية، لتصل إلى 8 ملايين سرقة عام 2022.
كما حذَّرت شركة Co-op الأسبوع الماضي، من أن بعض المناطق قد تصبح مناطق "محظورة" على المتاجر، بسبب ارتفاع مستويات سرقات المتاجر.
رداً على سؤال عن الدعم الوزاري لتقنية Facewatch، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: "المتاجر في قلب مجتمعاتنا، ومن المهم أن تتمتع بحرية التجارة دون خوف من الجريمة أو الفوضى. والتقنيات الجديدة مثل التعرف على الوجه تساعد المتاجر على حماية عملائها وموظفيها ومخزونها بالحد من السرقات التي تتعرض لها".