باتت هيمنة الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، على الفضاء من خلال الأقمار الصناعية التي ينشرها حول العالم، تُثير مخاوفَ عالمية، وقلقَ الجيوش والقادة السياسيين، وفق ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "New York Times" الأمريكية، السبت 29 يوليو/تموز 2023.
الصحيفة أوضحت أن إيلون ماسك، الذي يقود شركات سبيس إكس وتسلا وتويتر، أصبح اللاعب الأكثر هيمنة في الفضاء، حيث جمع بثبات القوة بمجال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ذي الأهمية الاستراتيجية.
لكن تقرير الصحيفة الأمريكية قال إن أسلوب الملياردير الأمريكي المتقلب يثير قلق الجيوش والقادة السياسيين بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، حيث يمارس الملياردير التكنولوجي سلطته أحياناً بطرق لا يمكن التنبؤ بها.
سيطرة إيلون ماسك على الفضاء
منذ عام 2019، أرسل إيلون ماسك صواريخ سبيس إكس إلى الفضاء كل أسبوع تقريباً، والتي تنقل عشرات الأقمار الصناعية، وتتواصل الأقمار الصناعية مع المحطات على الأرض، حتى تتمكن من إرسال الإنترنت عالي السرعة إلى كل ركن من أركان الكوكب تقريباً.
اليوم، يتواجد أكثر من 4500 قمر صناعي من "ستارلينك" في السماء، وهو ما يمثل أكثر من 50% من جميع الأقمار الصناعية النشطة.
غالباً ما يكون "ستارلينك" هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى الإنترنت في مناطق الحرب والمناطق النائية والأماكن التي ضربتها الكوارث الطبيعية. ويتم استخدامه في أوكرانيا لتنسيق ضربات الطائرات بدون طيار وجمع المعلومات الاستخباراتية.
لكن سيطرة ماسك شبه الكاملة على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية تثير المخاوف، إذ إن ماسك شخصية متقلبة وله ولاءات غامضة. ويمكنه وحده أن يقرر إغلاق الوصول إلى الإنترنت من "ستارلينك" لعميل أو بلد ما، ولديه القدرة على الاستفادة من المعلومات الحساسة التي تجمعها الخدمة، بحسب التقرير.
في أوكرانيا، تأكدت بعض المخاوف، إذ قام ماسك بتقييد الوصول إلى "ستارلينك" عدة مرات خلال الحرب، كما قال أشخاص مطلعون على الوضع للصحيفة.
بسبب قلقهم من الاعتماد المفرط على تكنولوجيا إيلون ماسك، تواصل المسؤولون الأوكرانيون مع مزودي خدمات الإنترنت الآخرين عبر الأقمار الصناعية.
أمريكا أكبر عملاء ماسك
الحكومة الفيدرالية الأمريكية هي أيضاً واحدة من أكبر عملاء "سبيس إكس"، حيث تستخدم صواريخها في مهام "ناسا" وتطلق أقماراً صناعية للمراقبة العسكرية.
كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تتعاقد مع "ستارلينك"، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل، مشيرة إلى "الطبيعة الحرجة لهذه الأنظمة".
فيما تشعر حكومات أخرى بالحذر. وقال مسؤولون تايوانيون وأمريكيون إن تايوان التي لديها بنية تحتية للإنترنت يمكن أن تكون عرضة للخطر في حالة حدوث غزو صيني، وهي مترددة في استخدام الخدمة جزئياً بسبب روابط ماسك التجارية مع الصين، وفق الصحيفة.
كما أن الصين لديها أيضاً مخاوفها الخاصة. وقال إيلون ماسك، العام الماضي، إن بكين سعت للحصول على تأكيدات بأنه لن يشغل "ستارلينك" داخل البلاد، حيث يخضع الإنترنت لرقابة الدولة.
بينما خصَّص الاتحاد الأوروبي، مدفوعاً جزئياً بالشكوك بشأن "ستارلينك" وماسك، 2.4 مليار يورو، أي حوالي 2.6 مليار دولار، العام الماضي، لبناء كوكبة أقمار صناعية للاستخدام المدني والعسكري.
حسب الصحيفة الأمريكية، يوفر "ستارلينك" سرعات تنزيل الإنترنت عادة بحوالي 100 ميغابت في الثانية، مقارنةً بالعديد من خدمات الخطوط الأرضية.
كما تفرض "سبيس إكس" عموماً على العملاء الأفراد حوالي 600 دولار لكل محطة تتلقى اتصالاً من الفضاء، بالإضافة إلى رسوم خدمة شهرية تبلغ حوالي 75 دولاراً، مع ارتفاع التكاليف للشركات والحكومات.