أبرمت روسيا صفقات لبيع جزء كبير من إنتاجها النفطي لمجموعة من تجار النفط -الذين كانوا مغمورين في السابق-، لتؤمن بذلك تدفق الأموال على الصناعة التي تمثل شريان حياتها، حسبما أفاد تقرير لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 28 يوليو/تموز 2023.
إذ اختتمت عملاقة النفط الحكومية الروسية Rosneft Oil في الأسابيع الأخيرة أحد أكبر العطاءات في تاريخها منذ سنوات، بحسب مصادر مطلعة على الصفقة، موضحة أن العقود المبرمة يصل أجلها إلى 12 شهراً في هذه الحالة، وتتضمن منتجات خام ومكررة.
ولم تتبين كميات النفط التي تم بيعها أو أسعارها بالتحديد. لكن نجاح العطاء هذه المرة -بعد فشله العام الماضي- يزيد من المؤشرات التي تقول إن الضغط المالي على منتجي النفط الروس بدأ ينحسر. بينما تجاوز سعر الخام الروسي الرئيسي سقف الأسعار المفروض من الغرب في الأسابيع الأخيرة.
شركات تجارية ناشئة
ووفقاً للصحيفة فإن هذه النتائج تؤكد على الدور الذي تلعبه مجموعة من الشركات التجارية الناشئة، التي أصبحت وسيلةً لمساعدة النفط الروسي على بلوغ أسواق جديدة. حيث لمع نجم تلك الشركات في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وبرزت شركة Bellatrix Energy كواحدةٍ من أكبر الفائزين بعد العطاء بحسب المصادر المطلعة. وتقول وثائق التسجيل إن الشركة تأسست في هونغ كونغ. كما استحوذت مجموعة Amur وشركة Tejarinaft -المسجلتان في الإمارات- على كميات كبيرة من المنتجات البترولية الروسية.
وتُعد الشركات الثلاث من المصدرين النشطين للمنتجات البترولية الخام والمكررة، وذلك منذ دخول العقوبات النفطية على روسيا حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول، وفقاً لبيانات الجمارك الروسية ومسؤولين في الصناعة.
وتؤدي شركات التجارة دوراً حيوياً بالنسبة لـRosneft وغيرها من المنتجين الروس. حيث تتعامل مع الجوانب اللوجستية المعقدة، التي تُعد ضروريةً لنقل ملايين براميل البترول إلى المشترين في الخارج بصفة يومية.
وتعاونت تلك الشركات بصورةٍ وثيقة مع الشركات الناشئة الأخرى في الإمارات والهند، والتي سيطرت على مئات ناقلات النفط القديمة لنقل النفط الروسي، بحسب سجلات الشحن ومسؤولي الصناعة.
تدفق الأموال
ولا تتمتع شركات التجارة والشحن المفضلة لدى روسيا بصيت ذائع. وهذا يزيد من صعوبة تحديد طريقة تدفق الأموال عبر سوق النفط، وصعوبة معرفة ما إذا كان المال يعود إلى الميزانية الروسية في النهاية أم لا. كما أن الأدلة الورقية المتوفرة في السجلات العامة لا تظهر هوية من يسيطر على تلك الشركات ويدعمها مالياً بشكل كامل، وفقاً لمسؤولي الصناعة.
يُذكر أن Amur وTejarinaft يديرهما المدير الإداري نفسه، وهو المغربي هشام الفزازي، بحسب سجلات الشركات الإماراتية. وتم اختيار الفزازي كرئيس لشركة Amur القابضة في جنيف، بحسب محضر اجتماع المساهمين الذي راجعته صحيفة وول ستريت، وحمل تاريخ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتأسست الشركة في جنيف عام 2021 بواسطة شركة Vitol العملاقة ومجموعة Mercantile & Maritime Group التجارية متوسطة الحجم. وتاجر المشروع المشترك في النفط الروسي، واستثمر في مشروع روسي ضخم يُعرف باسم Vostok Oil.
وقالت المتحدثة باسم Vitol إن الشركة باعت حصتها في Amur بسويسرا لصالح شركة Fossil Trading FZCO الإماراتية بعد الهجوم على أوكرانيا.