قال وزير الأزمة المناخية في اليونان، فاسيليس كيكيلياس، إن معظم الحرائق الـ667 التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة اندلعت بفعل "أيدٍ بشرية"، مشيراً إلى أنه في أماكن معينة، اندلعت حرائق في مناطق عديدة قريبة من بعضها في نفس الوقت، وهو ما يشير إلى نية مشعلي الحرائق زيادة انتشارها.
يأتي هذا فيما تواصل فرق إطفاء الحرائق في اليونان عملها للسيطرة على الحرائق التي اجتاحت غابات بالبلاد، وقالت الحكومة اليونانية، الجمعة، 28 يوليو/تموز 2023، إن ظروف الطقس هذا العام مختلفة عن أي عام آخر، إذ وصف خبراء الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر يوليو/تموز بأنها الأشد حرارة على الإطلاق، لكن معظم الحرائق كان يمكن منعها.
الوزير كيكيلياس قال في تصريح للصحفيين إنه "خلال هذا الوقت اندلع 667 حريقاً، أي أكثر من 60 حريقاً باليوم، في جميع أنحاء البلاد تقريباً. وللأسف، غالبية هذه الحرائق اشتعلت بأيدٍ بشرية، إما بدافع نية إجرامية أو الإهمال المجرَّم"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 28 يوليو 2023.
أوضح كيكيلياس أن الاختلاف عن السنوات الأخرى كان في الأحوال الجوية، وقال إن "تغيّر المناخ أسفر عن موجة حر تاريخية وغير مسبوقة. والأيام التي لم يقترن فيها الطقس القاسي بالرياح العاتية كانت قليلة جداً".
كان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قد وصف الإثنين، 24 يوليو/تموز 2023، عمليات إخماد الحريق في جزيرة رودس بأنها "حرب"، مضيفاً في كلمة ألقاها أمام البرلمان: "نحن في حالة حرب.. سنعيد بناء ما فقدناه ونغطي الأضرار.. حماية الأرواح يجب أن تكون أولويتنا".
وقال رئيس بلدية كورفو، يورجوس ماهيماريس، لوسائل إعلام محلية، إن حرائق الغابات في جزيرة كورفو اليونانية ربما تكون ناجمة عن حرائق متعمدة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
وفيات بسبب الحرائق باليونان
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه لم يسبق لخبراء الأرصاد الجوية تسجيل درجات حرارة قياسية كهذه على مدى هذه الفترة الطويلة من الزمن في اليونان، وباستثناء جزر بحر إيجة والبحر الأيوني، وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عاماً.
تسببت هذه الحرائق في مقتل 3 أشخاص وإصابة 74 آخرين، إضافة إلى مقتل طيارين أثناء محاولتهما إخماد الحرائق، فيما اضطُر قرابة 20 ألف شخص معظمهم من السياح إلى الفرار من الفنادق في جزيرة رودس، وهي الجزيرة الأكثر تضرراً من الحرائق، في يوم واحد.
وصفت هذه العملية بأنها أكبر عملية إجلاء تنفذ في اليونان على الإطلاق، وأُعلنت حالة الطوارئ في بعض مناطق هذا المقصد السياحي الشهير مطلع الأسبوع الماضي.
على الرغم من أن النيران لا تزال مشتعلة في رودس وجزيرتي كورفو وإيفيا، كان يوم الجمعة، 28 يوليو/تموز 2023، هو اليوم الأول الذي لم تكن فيه خدمات الطوارئ في حالة تأهب قصوى، وقالت هيئة الإطفاء إن الوضع بدأ في التحسن أخيراً.
من جانبه، حذّر البروفيسور كريستوس زريفوس، الخبير اليوناني البارز في فيزياء الغلاف الجوي، من أن الوضع سيزداد سوءاً كل عام. وقال: "من الضروري مراجعة جميع الاستراتيجيات بسبب أزمة المناخ".
كان زريفوس كثيراً ما أكد أن متوسط درجات الحرارة السنوية في البحر المتوسط سيرتفع بما يصل إلى درجتين مئويتين على مدى الثلاثين عاماً المقبلة.
كما توقع البروفيسور أن تكلف أزمة المناخ اليونان حوالي 700 مليار يورو، من حيث الإجراءات الوقائية والتكيف مع الواقع الجديد، وأكد على أهمية تجديد نظم الغابات البيئية المُدمَّرة في اليونان.
وتشير وكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه من التداعيات الجانبية لأزمة الحرائق استقالة وزير حماية المواطن، نوتيس ميتاراكيس، يوم أمس الجمعة، لأسباب شخصية، وأضافت الوكالة نقلاً عن مقربين من رئيس الوزراء اليوناني أن "هذه الاستقالة مرتبطة بإجازة تم أخذها في هذه الأيام الصعبة".