قامت السلطات التونسية الجمعة، 28 يوليو/تموز 2023، بعزل إمام خطيب لأحد المساجد بالبلاد بعد أن دافع عن دور المعلم، وانتقد إهمال السلطات له والاهتمام بالفنانين، ما أثار حالة من الجدل في تونس.
وسائل إعلام تونسية قالت إن معز السالمي، وهو إمام وخطيب في ولاية القيروان، تلقى قراراً بإنهاء تكليفه من خطة إمام جمعة، موضحة أن القرار جاء على خلفية خطبة الجمعة التي دافع فيها عن المعلم وعن دور العلم في بناء الحضارات.
وقال السالمي في تصريحات لوسائل إعلام تونسية: "تطرقت في خطبة الجمعة، 14 يوليو 2023 إلى موضوع فضل العلم والمعلم في المجتمع، وقد تكلمت في فضل المعلم باعتباره باني الحضارات، وتقدم الدول لا يكون إلا بالعلم والاهتمام بالعلماء، وأن إصلاح المجتمعات يبدأ بإصلاح التعليم وبإصلاح المنظومة التربوية.. وقلت إنه هو من درس الطبيب والمحامي والوزير".
واضاف: "يبدو أن مقطعاً من الخطبة قد أُدرج في سياق آخر وتزامن ذلك مع الأزمة القائمة بين الوزارة والنقابة، فوقع بثه في هذا السياق وهو أبعد ما يكون عن هذا الموضوع. أنا اخترت الموضوع لأنه يتزامن مع نهاية السنة الدراسية، فأردت أن أشكر المربين والمعلمين وكل إطار أشرف على النجاح".
وعلق السالمي لاحقاً في صفحته على موقع فيسبوك: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وقع إنهاء تكليفي في خطة إمام جمعة على خلفية خطبة الجمعة التي دافعت فيها عن المعلم وعن دور العلم في بناء الحضارات، شكراً لدولتنا التي تؤمن بحرية الكلمة".
تعاطف مع الخطيب التونسي
ويشار إلى أن الحادثة لاقت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، والذي عبر روادها عن تعاطفهم ودعمهم للخطيب التونسي، معتبرين أن ما قاله في الخطبة التي عوقب بسببها هو كلمة حق.
وكتب المعلم التونسي في تدوينة على فيسبوك: "وسام شرف ناله صديقنا وزميلنا معز السالمي بعد إنهاء مهامه" إمام وخطيب بجامع منزل المهيري "على خلفية خطبة دافع فيها عن مكانة المربي ودوره الريادي في النهوض بالمجتمع والأمة".
بدوره كتب المعلم حاج علي على فيسبوك: "الخطبة التي أوقف من أجلها الإمام والخطيب معز السالمي عن خطة إمام جمعة… يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمّة فهناك وسائل ثلاث: اهدم الأسرة والتعليم وأسقط القدوات والمرجعيات… كلنا نعلم مكانة الأسرة والتعليم، خاصة في هذا المجمتع البائس…".
أزمة المعلمين في تونس
ويأتي هذا بعد أيام من تنظيم نقابة التعليم الأساسي (تتبع الاتحاد التونسي للشغل) في تونس، وقفات أمام الإدارات المحلية لوزارة التربية في عدة ولايات احتجاجاً على إعفاء مديرين وحجز رواتب مدرّسين لرفضهم تسليم نتائج الطلاب لحين رفع رواتبهم.
الاحتجاجات تأتي ضمن سلسلة تحركات أعلنت عنها الجامعة العامة للتعليم الأساسي (نقابة) التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية بالبلاد)، انطلقت الأربعاء، وصولاً إلى "يوم غضب وطني" في 26 يوليو/تموز الجاري.
وخلال الاحتجاج في العاصمة قال كاتب عام النقابة نبيل الهواشي: "في حال استمرت قرارات وزارة التربية، فإن ذلك سيمثل عاملاً أساسياً من عوامل إفشال العام المدرسي القادم، وسيتحمل وزير التربية ذلك"، وأضاف في كلمة له: "لا خيار أمامنا سوى مواصلة الاحتجاج.. نحن نفكر في أبناء الشعب الكادح، ولم نختر احتجاجات مفتوحة تضر بمستقبل التلاميذ".
والأسبوع الماضي، أعفت السلطات التونسية 350 مدير مدرسة من مناصبهم، وحجزت راتب شهر واحد لـ17 ألف معلم، على خلفية رفضهم معالجة تقييمات اختبارات الطلاب، فيما قال اتحاد الشغل إن الرقم ناهز 23 ألف معلم.