ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 28 يوليو/تموز 2023، بما وصفه بانقلاب عسكري خطير في النيجر، وقال إنه يعمل مع قادة إقليميين في منطقة الساحل الإفريقي للدفاع عن الديمقراطية هناك.
أضاف ماكرون من بابوا غينيا الجديدة: "ندعو لإطلاق سراح الرئيس (محمد) بازوم"، مشيراً إلى أن فرنسا ستدعم المنظمات الإقليمية إذا قررت فرض عقوبات على قادة الانقلاب.
ما حدث "ليس نهائياً"
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الجمعة، إن انتزاع السلطة في النيجر ليس نهائياً، وإن المسؤولين عنه ما زال لديهم الوقت ليلبوا المطالب الدولية بإعادة الرئيس إلى منصبه.
وعلى هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بابوا غينيا الجديدة، قالت كولونا للصحفيين إن دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) سيجتمعون على الأرجح يوم الأحد (30 يوليو/تموز) وقد يبحثون فرض عقوبات.
بينما نقلت وسائل إعلام فرنسية عن كولونا قولها: "إذا سمعتموني أقول محاولة انقلاب فهذا لأننا لا نعتبر تلك الأمور حاسمة".
أضافت: "ماكرون تحدث إلى بازوم اليوم الجمعة وإنه في صحة جيدة ويتعين الإفراج عنه كشرط لاستعادة النظام الدستوري". وتابعت: "يجب أن يعود الرئيس بازوم إلى أداء مهامه الدستورية".
ورئيس النيجر محمد بازوم محتجز في القصر الرئاسي ولم يتضح بعد من المسؤول عن إدارة شؤون البلاد، وذلك بعدما أعلن جنود مساء الأربعاء 26 يوليو/تموز، عن انقلاب أطلق شرارة إدانات واسعة النطاق.
ومنذ استقلالها عن فرنسا في 1960، شهدت النيجر 4 انقلابات كان آخرها عام 2010، كما شهدت عدة محاولات أخرى فاشلة.
محاولة انقلاب في النيجر
وصباح الأربعاء 26 يوليو/تموز، ذكرت الصحافة النيجرية أن عناصر تابعة للحرس الوطني احتجزت في القصر الرئاسي الرئيس محمد بازوم، ووزير داخليته حمادو أدامو سولي، قبل أن تعلن في مساء اليوم ذاته "عزله من السلطة".
موقف الجيش لم يتأخر كثيراً، حيث أعلن ولاءه لقوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم؛ وذلك "تفادياً للاقتتال داخل صفوف القوات المسلحة"، بحسب بيان وقّعه رئيس الأركان، الخميس.
تلا الكولونيل أمادو عبد الرحمن، الذي ظهر جالساً وحوله تسعة ضباط آخرين يرتدون الزي العسكري، بياناً جاء فيه أن القوات العسكرية والأمنية قررت "وضع نهاية للنظام الذي تعرفونه بسبب الوضع الأمني المتدهور وسوء الإدارة".
كما أعلن إغلاق الحدود وفرض حظر تجوال في أنحاء البلاد، مع تعليق عمل كافة مؤسسات الجمهورية، وحذّر الجنود من أي تدخل أجنبي.
وبازوم سياسي نيجري، ذو أصول عربية ليبية تُعد من الأقليات في البلاد، وُلد في الأول من يناير/كانون الثاني 1960، وشغل العديد من المناصب العليا في حكومة الرئيس السابق محمدو إيسوفو، فكان وزيراً للخارجية والداخلية والشؤون الدولية. وتولى رئاسة النيجر عام 2021 من خلال الانتخابات، ليكون أول رئيس يصل للسلطة من دون انقلاب عسكري، ويصبح أول رئيس عربي يرأس بلاده.
فيما تُعد النيجر من أكثر دول العالم التي شهدت انقلابات في تاريخها المعاصر، إذ سجلت 4 انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا في العام 1960، فضلاً عن العديد من محاولات الانقلاب الفاشلة. وكان آخر انقلاب في الدولة الإفريقية قد حدث في فبراير/شباط 2010، وأطاح بالرئيس مامادو تانجا.