قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير، الخميس 27 يوليو/تموز 2023، إن الولايات المتحدة لا ترى أي مؤشرات يُعتد بها على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في الانقلاب بدولة النيجر.
يأتي ذلك في حين قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، إنه تحدث اليوم الخميس إلى رئيس النيجر محمد بازوم، الذي قال جنود من الحرس الرئاسي إنهم أطاحوا به، بحسب ما نقلته وكالة الإعلام الروسية.
"في وضع جيد للغاية"
وقال فكي على هامش القمة الروسية الإفريقية التي تنعقد في سان بطرسبورغ، الخميس: "إنه في وضع جيد للغاية. بل إنني تحدثت معه اليوم. إنه بخير".
وفي وقت سابقٍ صباح الخميس، حث الرئيس النيجيري بازوم، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، القوى الديمقراطية على "مقاومة الاستيلاء على السلطة".
وصباح الأربعاء 26 يوليو/تموز، ذكرت الصحافة النيجرية أن عناصر تابعة للحرس الوطني احتجزت في القصر الرئاسي الرئيس محمد بازوم، ووزير داخليته حمادو أدامو سولي، قبل أن تعلن في مساء اليوم ذاته "عزله من السلطة".
موقف الجيش لم يتأخر كثيراً، حيث أعلن ولاءه لقوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم؛ وذلك "تفادياً للاقتتال داخل صفوف القوات المسلحة"، بحسب بيان وقّعه رئيس الأركان، الخميس.
تلا الكولونيل أمادو عبد الرحمن، الذي ظهر جالساً وحوله تسعة ضباط آخرين يرتدون الزي العسكري، بياناً جاء فيه أن القوات العسكرية والأمنية قررت "وضع نهاية للنظام الذي تعرفونه بسبب الوضع الأمني المتدهور وسوء الإدارة".
كما أعلن إغلاق الحدود وفرض حظر تجوال في أنحاء البلاد، مع تعليق عمل كافة مؤسسات الجمهورية، وحذّر الجنود من أي تدخل أجنبي.
إدانات إفريقية ودولية
لكن خطوة الحرس الرئاسي ومن بعده الجيش لاقت ردود فعل دولية "أدانت" ما وصفته بمحاولة الانقلاب والاستيلاء على السلطة، في حين طالبت الولايات المتحدة، الأربعاء، بإطلاق سراح رئيس البلاد محمد بازوم، المحتجز من قبل عناصر الحرس الرئاسي.
والأربعاء كذلك، أدان الاتحاد الإفريقي محاولة الانقلاب في النيجر، مطالباً من يقفون خلفها بـ"وقف فوري لهذا العمل المرفوض"، وذلك في بيان لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي.
وأعرب فكي عن "التنديد الشديد بمحاولة الانقلاب"، داعياً "الشعب النيجري وجميع أشقائه في إفريقيا، خصوصاً المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والعالم، إلى إدانة هذه المحاولة الانقلابية بصوت واحد"، مطالباً من يقفون خلف المحاولة الانقلابية في النيجر بـ"وقف فوري لهذا العمل المرفوض".
وبازوم سياسي نيجري، ذو أصول عربية ليبية تُعد من الأقليات في البلاد، وُلد في الأول من يناير/كانون الثاني 1960، وشغل العديد من المناصب العليا في حكومة الرئيس السابق محمدو إيسوفو، فكان وزيراً للخارجية والداخلية والشؤون الدولية. وتولى رئاسة النيجر عام 2021 من خلال الانتخابات، ليكون أول رئيس يصل للسلطة من دون انقلاب عسكري، ويصبح أول رئيس عربي يرأس بلاده.
فيما تُعد النيجر من أكثر دول العالم التي شهدت انقلابات في تاريخها المعاصر، إذ سجلت 4 انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا في العام 1960، فضلاً عن العديد من محاولات الانقلاب الفاشلة. وكان آخر انقلاب في الدولة الإفريقية قد حدث في فبراير/شباط 2010، وأطاح بالرئيس مامادو تانجا.