تتستر الحكومة الأمريكية على برنامج دفاعي يلتقط الأجسام الطائرة المجهولة، حيث عثرت على "مواد بيولوجية غير بشرية" في مواقع تحطم الأجسام الطائرة المجهولة، حسب ما أفاد مسؤول سابق بالاستخبارات الأمريكية.
وعقدت لجنة فرعية مختصة بالأمن القومي، في مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس)، جلسة استماع، الأربعاء 26 يوليو/تموز 2023، حول الأجسام الطائرة المجهولة، والظواهر الجوية غير المحددة، واستمعت فيها لثلاثة شهود، من أفرع مختلفة في الجيش الأمريكي.
وخلال الجلسة، أدلى كل من ديفيد غراش، القائد السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكية، ورايان غرايفز، القائد السابق في البحرية الأمريكية السابق، والقائد المتقاعد عن البحرية أيضاً، دافيد فرافور بشهادتهم، حيث روى كل منهم تجربته الخاصة مع الأجسام الغريبة.
وتعد الشهادات المسجلة جزءاً من جهود الكونغرس للضغط على وكالات الاستخبارات لمزيد من الشفافية فيما يخص وجود الأجسام الطائرة المجهولة، وفقاً لمجلة "تايم" البريطانية، الأربعاء.
وفي جلسة الاستماع، سألت عضوة في الكونغرس إن كانت الحكومة الأمريكية قد تواصلت مع كائنات من الفضاء الخارجي، ليجيب غراش بالقول: "لا يمكنني الخوض في ذلك بوضع علني"، وتجاوزت سؤالاً متعلقاً بالأول، وتواصل الاستجواب قائلة: "إن كنت تؤمن أننا تمكنا من الحصول على حطام الطائرات التي كانت قد سقطت (أي الطائرات المجهولة)، فهل لدينا جثث أي من الطيارين الذين قادوا تلك المركبات الجوية؟".
فيما رد غراش بالقول: "كما ذكرت سابقاً في تصريحات علنية بمقابلة مع 'نيوز نايشين' تم انتشال بعض المواد البيولوجية من مواقع تحطم تلك المركبات، أجل".
وردت عضوة الكونغرس قائلاً: "هل كانت بشرية أم غير بشرية؟".
ليجيب: "كانت غير بشرية، وهذا كان تقييماً من قبل الأشخاص الذين يعملون ضمن البرنامج (الحكومي) ولا يزالون يعملون فيه حتى الآن".
وفي شهادته تحت القسم في جلسة استماع للجنة الفرعية بمجلس النواب يوم الأربعاء، أخبر غروش المشرعين أنه يعتقد أن الحكومة الأمريكية تمتلك معلومات بناءً على مقابلاته مع 40 شاهداً على مدى 4 سنوات.
البنتاغون ينفي
وينفي البنتاغون مزاعم غراش ويقول إنه لا معلومات يمكن التحقق منها لإثبات الادعاءات بأن أي برامج تتعلق بحيازة أو هندسة عكسية لمواد خارج كوكب الأرض كانت موجودة في الماضي أو موجودة حالياً".
إذ قالت سو غوف، المتحدثة باسم البنتاغون لمجلة "تايم" إن "الوزارة ملتزمة تماماً بالانفتاح والمساءلة أمام الشعب الأمريكي، والتي يجب أن تتوازن مع التزامها بحماية المعلومات والمصادر والأساليب الحساسة".
كما أضاف غراش، خلال شهادته، أنه يعرف "العديد من الزملاء" الذين أصيبوا بجروح جسدية بسبب نشاط الظواهر الجوية غير المحددة "UAP"، وأشخاصاً داخل الحكومة الأمريكية، لكنه رفض مشاركة المزيد من التفاصيل.
بالإضافة إلى ذلك، قال أيضاً إنه تم العثور على "مواد بيولوجية غير بشرية" في مواقع تحطم طائرة "UAP".
وغراش كان قائداً في الاستخبارات الأمريكية على مدى 15 عاماً، عمل قائداً مشاركاً فيما يتعلق بالظواهر الغريبة مجهولة الهوية والأجسام الطائرة الغريبة لدى وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية.
"الطيارون التجاريون شاهدوا هذه الأطباق"
من جانبه، قال رايان غرايفز، القائد السابق في البحرية الأمريكية، إن الأطباق الطائرة "توجد في مجالنا، لكن لا توجد عمليات إبلاغ كثيرة عنها"، مضيفا: "حتى الطيارين التجاريين شاهدوا هذه الأطباق التي تتحدى الأمن القومي، وهم يشعرون مثلنا بالتداعيات التي قد تترتب على ذلك".
كما أشار غرايفز أيضاً إلى أن هناك تصنيفات بالسرية تجعل المعلومات مخفية، قائلاً إن "مستوى السرية هذا يعطل فهمنا للظاهرة".
غرايفز أوضح: "في 2014 كنت طياراً، في فرجينيا بيتش، بعد تحديث أنظمة الرادار الخاصة بطائرتي، لاحظت أشياء مجهولة في الفضاء والمجال الجوي".
وتابع غرايفز، الذي يقوم على منظمة تعنى بالأجسام الغريبة: "قمنا بتركيب مستشعرات بأشعة تحت الحمراء، وهناك شاهدنا جسماً غريباً".
"رصد جسم صغير"
بينما قال القائد المتقاعد في البحرية الأمريكية أيضاً، ديفيد فرافور، إنه خلال تدريب في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، حين كان قائداً لسرب المقاتلات سترايك فايتر، تم رصد جسم صغير، وقال: "شاهدناه عند وصولنا، وقيل لنا إنه شوهد على مدى أسبوعين من قبل".
وفي وصفه للجسم، قال فرافور: "كان ذلك الجسم يبقى لساعات، قبل أن يطير لارتفاع 80 ألف قدم"، وتابع: "شاهدنا الجسم على شاشة الرادار، وكانت السماء صافية وقتها، حتى أننا شاهدنا مياهاً بيضاء غريبة على جانب مركبتنا".
يضيف فرافور: "كان ذلك الجسم صغيراً، ويتحرك فوق المياه دون مراوح أو أجنحة".
ولم يدلِ أي مسؤول حكومي بشهادته في جلسة يوم الأربعاء، على الرغم من أن شون كيركباتريك مدير مكتب البنتاغون الذي يركز على عمليات "UAP"، قال للجنة فرعية بمجلس الشيوخ، في أبريل/نيسان الماضي، إن الحكومة الأمريكية تتعقب 650 حالة محتملة لظواهر جوية مجهولة الهوية.
كما استمعت اللجنة الفرعية للرقابة في مجلس النواب للأمن القومي والحدود والشؤون الخارجية إلى شهادات شاهدين إضافيين، يوم الأربعاء، من الطيارين المقاتلين السابقين في البحرية الأمريكية، وهما ريان جريفز والقائد المتقاعد ديفيد فرافور، اللذين ادعى كل منهما أنهما واجها طائرات من أصل غير بشري.
في حين أن جلسة الاستماع كانت بمثابة لحظة مهمة في تسليط الضوء على الأجسام غير المبررة في السماء، إلا أنها كانت قصيرة في تقديم إجابات.
والأسبوع الماضي، اعترف منسق مجلس الأمن القومي جون كيربي بأن الأجسام الطائرة المجهولة تسبب مشاكل للقوات الجوية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بتدريبات الطيارين.