عبَّر رئيس الوزراء السويدي أولف كريستروشون، الخميس 27 يوليو/تموز 2023، عن "قلقه البالغ" بشأن العواقب في حالة استمرار تنظيم احتجاجات يتمّ خلالها تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وذلك وسط تصاعد وتيرة الأحداث في الأسابيع الأخيرة.
وقال كريستروشون لوكالة الأنباء السويدية "تي.تي"، إنه تم تقديم طلبات أخرى إلى الشرطة للحصول على إذن بتنظيم احتجاجاتٍ مقرر فيها مرة أخرى تدنيس المصحف، فيما علّق كريستروشون الأمر بيد الشرطة، وقال إنها المسؤولة عن القرار المتعلق بمنح إذن للمتظاهرين.
في حين أبقى جهاز الأمن الداخلي بالسويد (سابو) تقييمه لمستوى التهديد عند رقم ثلاثة على مقياس من خمسة أرقام، مما يشير إلى "تهديد مرتفع" خلال الأزمة، لكن رئيسته قالت إن رد الفعل قوي على الأحداث الأخيرة.
لكن رئيس وزراء السويد شدّد على أنه "إذا مُنح الإذن، فسنواجه بعض الأيام التي تشهد تهديداً واضحاً بحدوث شيء خطير. أنا قلق للغاية إزاء ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك".
"أرض معادية للإسلام"
في السياق ذاته، قالت شارلوت فون إيسن، رئيسة "سابو"، للصحفيين اليوم الخميس: "لقد تحولت السويد من بلد متسامح إلى أرض معادية للإسلام".
يأتي ذلك بينما صرّح وزير العدل السويدي جونار سترومر، الخميس، بأن حوادث حرق نسخ من المصحف تسببت في سوء الوضع الأمني ببلاده، وأثرت سلباً على صورتها في الخارج.
وأوضح سترومر في تصريح صحفي، أنّ حرق المصحف الشريف والاحتجاجات الرافضة للحوادث حول العالم أظهرا السويد كدولة معادية للمسلمين.
أضاف: "تصوير السويد كدولة معادية للمسلمين أمر خطير. وحرق المصحف فاقم الوضعَ الأمني في السويد وخلق صورة سلبية لبلدنا"، لافتاً إلى أن بلاده سرّعت من العمل ضد الإرهاب، ووضعت 15 مؤسسة في حالة تأهب.
تزايد حوادث الإساءة للقرآن
هذه التصريحات السويدية الرسمية تأتي وسط غضب متزايد في العالَمين العربي والإسلامي إثر سلسلة الهجمات على القرآن الكريم.
وأثار إحراق المصحف في السويد والدنمارك غضب دول إسلامية عديدة بينها تركيا، التي تحتاج السويد دعمها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو هدف ستوكهولم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
واقتحم متظاهرون غاضبون السفارة السويدية في بغداد وأضرموا فيها النيران في 20 يوليو/تموز الحالي؛ احتجاجاً على حرق مزمع لنسخة من المصحف.
والثلاثاء 25 يوليو/تموز، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، واعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي.
وفي 12 يوليو/تموز، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (مقره جنيف) الانتهاكات التي طالت القرآن الكريم نهاية يونيو/حزيران الماضي بالسويد، رغم تصويت الدول الغربية ضد القرار المقترح من المجلس في هذا الشأن.
وقالت الدنمارك والسويد إنهما يأسفان لإحراق المصحف، لكن لا يمكنهما منعه بموجب قواعد حماية حرية التعبير، بينما تتهم السويد روسيا وجهات تدعمها بنشر معلومات مضللة لتشويه سمعة السويد والإضرار بطلبها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، للصحفيين، الخميس، إن "هناك تصوراً في بعض البلدان بأن الدولة السويدية وراء ذلك أو تتغاضى عنه. لسنا كذلك"، وأضاف: "هذه أفعال يرتكبها أفراد لكنهم يفعلون ذلك في إطار قوانين حرية التعبير"، على حد قوله.