تحطمت طائرة تكافح حرائق الغابات في اليونان، الثلاثاء 25 يوليو/تموز 2023، مما تسبب في مقتل اثنين من الطيارين، وتعرضت مناطق واسعة من البحر المتوسط لموجة حارة صيفية شديدة الوطأة، في الوقت الذي تبذل فيه الجزائر جهوداً كبيرة للسيطرة على حريق مستعر أزهق أرواح 34 شخصاً على الأقل.
سقطت الطائرة، التي كانت تكافح حرائق الغابات باستخدام المياه، على منحدر تل بالقرب من بلدة كاريستوس في جزيرة إيفيا اليونانية، شرقي أثينا. وقال سلاح الجو إن ملاح الطائرة (34 عاماً) ومساعده (27 عاماً) لقيا حتفهما.
حيث كانت اليونان الأشد تضرراً على وجه الخصوص من الحرائق مع إجلاء السلطات أكثر من 20 ألف شخص في الأيام القليلة الماضية من منازلهم ومنتجعاتهم في جنوب جزيرة رودس. وعاد نحو ثلاثة آلاف مصطاف إلى ديارهم جواً حتى الثلاثاء.
بينما تعرضت إيطاليا لظاهرتين مناخيتين معاً، إذ اشتدت بها العواصف في شمال البلاد لتودي بحياة امرأة وفتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، كما استعرت الحرارة في المناطق الجنوبية. وفي الجنوب أيضاً، توفي رجل طريح الفراش يبلغ من العمر 98 عاماً بعد نشوب حريق في منزله.
كما تسبب تطرف المناخ في يوليو/تموز في اضطرابات في جميع أنحاء الكوكب، بعد أن أدت درجات الحرارة القياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا إلى اندلاع حرائق غابات ونقص في المياه وزيادة حالات دخول المستشفيات بسبب الحرارة.
جاء في دراسة أجراها فريق علماء (وورلد ويزر أتربيوشن) العالمي الذي يدرس الدور الذي يلعبه تغير المناخ في النوبات المناخية المتطرفة، أنه لولا تغير المناخ الناجم عن النشاط الإنساني، لكانت أحداث هذا الشهر "شديدة الندرة".
الحر الشديد مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية يتجاوز كثيراً ما يجذب عادةً السياح الذين يتدفقون على شواطئ جنوب أوروبا صيفاً. وتسببت درجات الحرارة المرتفعة وجفاف الأرض في اندلاع حرائق غابات في البلدان الواقعة على جانبي البحر الأبيض المتوسط.
بينما تصدى عشرات من رجال الإطفاء، مستخدمين الطائرات، لحريق هائل نشب بالقرب من مطار نيس الدولي في جنوب فرنسا.
في شمال إفريقيا، تسعى الجزائر جاهدة لاحتواء حريق غابات مدمر على طول ساحلها المطل على البحر المتوسط أودى حتى الآن بحياة 34 شخصاً على الأقل. وأدت الحرائق التي أجَّجتها الرياح إلى إغلاق معبرين حدوديين مع تونس المجاورة.
بينما في سوريا، اندلعت حرائق غابات في المناطق الريفية المحيطة بمدينة اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط واستخدمت السلطات طائرات هليكوبتر عسكرية لمحاولة إخمادها.
وصف علماء الحرارة الشديدة بأنها "قاتل صامت" يلحق خسائر فادحة بالفقراء وكبار السن والذين يعانون من ظروف صحية معينة.
جاء في بحث نُشر هذا الشهر أن نحو 61 ألف شخص ربما لقوا حتفهم في موجات الحر الشديدة في أوروبا الصيف الماضي، مما يشير إلى قصور في جهود الاستعداد ينجم عنه سقوط ضحايا.