رفض قائد كبير بالجيش السوداني بشدة مبادرة تقودها كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق إفريقيا للمساعدة في إنهاء الصراع الدائر بالسودان منذ أكثر من 100 يوم، وأشار في مقطع مصور نُشر الإثنين 24 يوليو/تموز 2023 إلى أن أياً من هذه القوات لن يعود إلى بلده على قيد الحياة.
وقال مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا في تصريحات للجنود إنه سيعتبر أي قوات حفظ سلام أجنبية قوات معادية.
وتابع العطا: "قوات شرق إفريقيا خلّوها في محلها (تريد) تجيب الجيش الكيني تعالى"، وأقسم على عدم عودة أي من هذه القوات.
كما ذهب إلى القول إن دولة ثالثة هي التي دفعت كينيا لطرح هذه المبادرة، دون أن يذكر هذه الدولة بالاسم.
وتلقى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقاتلها العديد من عروض الوساطة الدولية، لكن لم ينجح أي منها في وضع حد للقتال الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان أو حتى وقفه بشكل كبير.
في وقت سابق من يوليو الجاري اقترحت الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، وهي تكتل إقليمي لشرق إفريقيا يضم كينيا في عضويته، مبادرة تشمل نشر قوات حفظ سلام في العاصمة السودانية الخرطوم.
لكن رفض الجيش السوداني مراراً المبادرة التي تقودها كينيا، متهماً إياها بدعم قوات الدعم السريع.
من جانبه، قال كورير سينج أوي، وزير الشؤون الخارجية الكيني: "هذا التصريح لا يستحق تعليقاً منا"، مضيفاً أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وأن بلاده محايدة.
وتابع: "بالإصرار على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال إشراك الأطراف المدنية في أي عملية وساطة والدعوة إلى المساءلة عن الأعمال الوحشية، فقد يجد البعض في السودان صعوبة في قبول هذه المبادئ".
وقل أسبوع، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان استعدادهم لوقف إطلاق النار متى ما أخلت قوات "الدعم السريع" منازل المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء، في حين أعلن قائد قوات "الدعم السريع" بالسودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية وحركات مسلحة "للتوصل إلى حل سياسي شامل" للأزمة في البلاد.
جاء إعلان البرهان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني وليم روتو، وفق بيان مجلس السيادة الانتقالي. وقال البرهان إن "الحكومة السودانية مستعدة لوقف إطلاق النار متى ما تم إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمقرات الحكومية من قبل متمردي الدعم السريع".
ونقل البرهان للرئيس روتو "أسباب تحفظ السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية المكلفة من قبل (إيجاد) لمعالجة الأزمة في السودان ورفضه نتائج القمة التي كانت قد عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخراً (دون أن يوضحها البيان)".
يتبادل الجيش السوداني و"الدعم السريع" اتهامات ببدء القتال منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.8 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.