أثار انتشار مرض حمى الضنك مؤخراً في مصر القلق في إسرائيل التي تنتشر فيها أيضاً بعوضة النمر الآسيوي التي تنقل الفيروس، وفق ما ذكره موقع Ynet News الإسرائيلي، وتتوقع منظمة الصحة العالمية وصول عدد حالات الإصابة بحمى الضنك في جميع أنحاء العالم إلى مستويات قياسية.
حيث دعا البروفيسور إيلي شوارتز، المتخصص في الأمراض الاستوائية من مركز Sheba الطبي، وزارة حماية البيئة الإسرائيلية إلى زيادة الجهود؛ للسيطرة على تعداد البعوض، وحث الإسرائيليين الذين يسافرون إلى الشرق الأقصى، وخاصة إلى تايلاند، على استخدام طارد البعوض بفعالية، حسب ما جاء في تقرير للموقع الإسرائيلي الأحد، 23 يوليو/تموز.
كما أوضح شوارتز أنَّ حمى الضنك مرض قديم نسبياً "عرفناه منذ حوالي 70-80 عاماً. وينشأ في الشرق الأقصى، وينتشر بسرعة في العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان الاستوائية وبلدان العالم الثالث".
أضاف شوارتز: "ينتقل المرض عن طريق بعوضة الزاعجة، وبعوضة النمر الآسيوي -وهي من نفس العائلة- والموجودة بالفعل في إسرائيل. ويُصاب العديد من الأشخاص في إسرائيل بالمرض بعد السفر إلى البلدان المتضررة، ثم يعودون، وهذا هو سبب اكتسابنا خبرة أكبر في معرفة المرضى المصابين".
أعراض مرض حمى الضنك؟
يوضح شوارتز: "يعاني المرضى من حمى شديدة بعد نحو 5 أيام من لدغات البعوض، وغالباً ما يُشار إليها باسم حمى تكسير العظام، لأنَّ الفرد يشعر بالوهن التام، وغالباً ما يفقد شهيته".
أضاف أنَّ "المرض لا يفي بتعريف منظمة الصحة العالمية للأمراض المُهدِّدة للحياة، التي تتطلب رعاية مركزة، وبالتالي يعتبر مرضاً خفيفاً. ومعظم الناس لا يصلون إلى تلك المرحلة من المرض، لكن عندما تظهر الأعراض، يمكن أن تكون شديدة. والخبر السار هو أنَّ معظم الأفراد المصابين يتعافون بسهولة".
ما مدى انتشار المرض؟
حمى الضنك هي أكثر الأمراض التي تنتقل عن طريق لدغات البعوض في جميع أنحاء العالم، حتى أكثر من الملاريا. وقال شوارتز إنَّ معظم الأشخاص الذين يسافرون، خاصة خلال فصل الصيف، معرضون لخطر الإصابة به.
حيث أوضح شوارتز: "تُصَاب البعوضة نفسها بالعدوى عندما تلدغ شخصاً مصاباً، وبعد ذلك، عندما تلدغ شخصاً آخر تنقل إليه المرض. ولحسن الحظ، لم يُبلَغ عن أي انتقال للمرض في إسرائيل، برغم وجود البعوض فيها".
كما أشار شوارتز إلى أن التفشي الكبير في مصر يثير مخاوف بشأن المرض في إسرائيل. ولفت أيضاً إلى أنَّ فرنسا شهدت تفشياً حاداً في الآونة الأخيرة، خاصةً في الجنوب، حيث يوجد البعوض الذي ينقل المرض.
فيما يقول الخبراء إنَّ التفشي لم يحدث في إسرائيل حتى الآن، إلا أنَّ الوعي بالمرض ضروري، ويجب تعزيز الجهود لمكافحة هذا البعوض لمنع انتشاره في المستقبل.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة؟
لتجنب العدوى، يجب إعلام المسافرين بالوضع في الأماكن التي يزورونها، واتخاذ الاحتياطات المناسبة. على سبيل المثال، يجب أن يتذكر أولئك الذين يسافرون إلى تايلاند أنَّ الصيف هو موسم الأمطار.
حيث قال شوارتز: "مع هطول المزيد من الأمطار، يكون هناك المزيد من المياه الراكدة، وعادة ما تزداد الأمراض المرتبطة بلسع البعوض خلال هذا الموسم، بما في ذلك حمى الضنك".
بالإضافة إلى السلامة الشخصية للمسافرين، دعا شوارتز وزارة حماية البيئة الإسرائيلية إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد البعوض. وقال: "ظهرت براءات اختراع جديدة لمكافحة البعوض، ويجب تقييم هذه الخيارات الجديدة وتنفيذها قبل وصول الجائحة إلى إسرائيل. فبمجرد تفشيها، سيكون من الصعب للغاية احتواؤها".