طالب الناشط المصري في مجال حقوق الإنسان باتريك زكي بالتحرك من أجل تحقيق العدالة لطالب الدكتوراه الإيطالي في جامعة كامبريدج، جوليو ريجيني، الذي قُتل في ضواحي القاهرة عام 2016، والذي لم تسفر التحقيقات عن محاسبة المسؤولين عن مقتله حتى أيامنا هذه.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أصدر الأسبوع الماضي، عفواً عن زكي البالغ من العمر 32 عاماً، بعد إدانته بنشر أخبار كاذبة في مقال نشره عام 2019 حول مزاعم التمييز ضد الأقباط في البلاد، وعقب الإفراج عنه توجه زكي إلى إيطاليا مجدداً.
وقال زكي: "ما نحتاجه هو العدالة، والعدالة أيضاً لجوليو ريجيني. إن قصتي هي قصة نجاح، لكن في مصر لا يزال هناك مئات الأشخاص في السجن. ونطلب الإفراج عنهم. ويستحقون عفواً رئاسياً مثلي"، بحسب ما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 24 يوليو/تموز 2023.
ريجيني الذي كان يبلغ من العمر 28 عاماً عندما توفي، تعرض للخطف والتعذيب والقتل أثناء دراسته للحركة النقابية التي يعتبرها السيسي مُعادية، وحدد محققون إيطاليون أربعة ضباط شرطة مصريين واتهموهم بقتل ريجيني، لكن المُدعين لم يتمكنوا من متابعة القضية ضدهم لأن الحكومة المصرية ترفض تقديم عناوين منازلهم.
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إنها تواصل متابعة قضية ريجيني، مشيرة إلى أن العفو الذي صدر بحق زكي كان ثمرة جهود دبلوماسية. وأضافت: "إنها نتيجة رائعة توضح كيف يُنظَر إلى إيطاليا في العالم".
كان باتريك زكي قد اعتُقل عام 2020 وقضى 22 شهراً في الحبس الاحتياطي، قبل الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة تهديد الأمن القومي المصري، وصارت قضيته شهيرة في إيطاليا.
أشار زكي الذي يحمل الجنسيتين الإيطالية والمصرية، والذي يعمل مع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إلى أنه يعتزم العودة إلى دراسته في بولونيا، التي وصفها بـ"مدينة الحرية".
من جهته، أشاد ريكاردو نوري، المتحدث باسم الفرع الإيطالي لمنظمة العفو الدولية، بزكي للشجاعة التي أظهرها في السجن ورفضه نسيان السجناء السياسيين الآخرين؛ و"لأنه أتاح أكبر حملة لدعم سجين رأي في القرن الحادي والعشرين".