أعلن معبر باب الهوى الحدودي، في بيان رسمي له، الثلاثاء 25 يوليو/تموز 2023، أنه اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء، سيتم السماح للسوريين الذين يعانون من مرض السرطان بالدخول إلى الأراضي التركية لمتابعة علاجهم.
ونشرت إدارة المعبر في صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، بياناً أكّدت من خلاله سماح السلطات التركية باستئناف دخول مرضى السرطان المستشفيات التركية لمتابعة علاجهم، ويأتي هذا بعد أن أطلق ناشطون وإعلاميون حملة لإنقاذ مرضى السرطان في الشمال السوري، مع ارتفاع عدد حالات الوفاة بينهم بسبب عدم تلقيهم العلاج.
وتحت شعارات "أنقذوا مرضى السرطان"، أطلقت جمعيات بينها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" صيحات تطالب بإيجاد الحلول الجذرية، عبر إنشاء مركز متكامل لعلاج الأورام السرطانية، الذي يمكن أن يكون مكانه على الحدود السورية التركية، في منطقة آمنة، بعيداً عن قصف مختلف القوات التي تتمركز في سوريا لإنقاذ حياة 3 آلاف شخص، بينهم سيدات وأطفال ينتظرون العلاج، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما أكدت إدارة الحملة، التي استمرت لأيام، أن هدفها إيصال صوت مرضى السرطان من أجل إدخالهم إلى تركيا، أو أي بلد آخر يوفر لهم الرعاية الصحية اللازمة.
كارثة إنسانية في الشمال السوري
بحسب السلطات المحلية في الشمال السوري، فإن عدد الإصابات المسجلة بمرض السرطان وصل إلى 3000 مصاب، 65% منهم نساء وأطفال، نصفهم يتلقى العلاج داخل مشافي الشمال، وخلال الشهور التي تلت الزلزال تم تسجيل 608 إصابات، كما يحتاج للعلاج 876 مصاباً.
يشار إلى أن القطاع الصحي في المنطقة تضرر على مدار الأعوام الـ12 الماضية، وأدى نقص الإمكانات إلى صعوبة في تأمين العلاج لمرضى السرطان في المنطقة.
وبقيت تركيا الأمل الوحيد لمرضى السرطان الذين يتواصل نقلهم إليها، في ظل صعوبات تسبب فيها الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، في 6 فبراير/شباط الماضي.
ومنذ الزلزال، زاد عدد مرضى السرطان في إدلب ومناطق سيطرة المعارضة بـ608 حالات، ليبلغ عدد المصابين بالمرض والمحتاجين للعلاج 3200 حالة.
الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا أصابت مساحةً واسعةً من أراضي سوريا، التي تعاني بالفعل من ندوب الحرب الأهلية الممتدة لأكثر من عقد كامل؛ حيث تنقسم السيطرة على أراضي الشمال بين حكومة بشار الأسد في دمشق وبين المعارضة، وألحقت الكارثة ضرراً بالغاً بالطريق المؤدي إلى المعبر الحدودي الوحيد المفتوح، الذي تمر عبره قوافل مساعدات الأمم المتحدة بين تركيا وسوريا.
وتسيطر جماعات المعارضة على الركن الشمالي الغربي من البلاد، على طول الحدود مع تركيا، ويقطنها حوالي 4.6 مليون شخص. وعشرات الآلاف من الأشخاص في تلك المنطقة أصبحوا مشردين مؤخراً. ومخيمات اللاجئين ممتلئة عن آخرها بالفعل جراء النزوح من مناطق الحرب، فهي تضم 2.7 مليون شخص قدموا إلى الشمال الغربي من أجزاء أخرى من البلاد.