سحب أحد أكبر المتاجر في قطر المنتجات السويدية من جميع فروعه حتى إشعار آخر، وذلك تضامناً مع حملة دعت إلى مقاطعة هذه المنتجات بعد سماح السلطات السويدية بالإساءة للمصحف الشريف، حسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر متجر السوق البلدي، وهو يسحب منتجات سويدية من الرفوف انتصاراً للمصحف الشريف، ما أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويأتي هذا بعد أن سمحت السلطات السويدية بإصدار تصاريح للمتطرفين بحرق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف، ما أثار غضباً واسعاً، وسط تنديدات متواصلة رسمية وشعبية في العالمين العربي والإسلامي.
تفاعل على تويتر
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع خطوة المتجر القطري، معربين عن تقديرهم لخطوة "السوق البلدي"، ومطالبين المتاجر العربية أن تتخذ الخطوة نفسها رداً على حرق المصحف الشريف.
وكتب المغرد حسن عبد الله المحمدي في تغريدة على تويتر: "خطوة محمودة من السوق البلدي.. وهذه هي الرسالة الوحيدة التي تفهمها #السويد وغيرها من الدول التي تصر على إهانة ما يربو عن ملياري مسلم في العالم، وتعتدي على رموزهم ومقدساتهم الدينية. قاطعوهم اقتصادياً".
فيما شارك المغرد تركي الشلهوب الفيديو وعلق عليه قائلاً: "السوق البلدي في قطر (أحد أكبر المتاجر) يزيل المنتجات السويدية رداً على السماح بالتطاول على المصحف الشريف، بيّض الله وجوههم".
دول عربية غاضبة
ونددت في وقت سابق دول عربية وإسلامية، بحرق نسخة من المصحف الكريم أمام السفارة العراقية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وسط مطالبات بوقف تلك الاعتداءات وتجريمها، معتبرة ذلك التصرف "استفزازاً فجاً" لمشاعر نحو ملياري مسلم.
إذ ندد العراق بإقدام شخصين على حرق نسخة من المصحف أمام سفارته في كوبنهاغن، الإثنين، وقال إن الطاقم الدبلوماسي لبعثة الدنمارك في بغداد غادر العراق بعد احتجاجات هناك، ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزارة الخارجية قولها إنها تطالب سلطات الدول في الاتحاد الأوروبي "بإعادة النظر سريعاً بما يسمى حرية التعبير وحق التظاهر".
المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "الوطنيون الدنماركيون" ارتكبت واقعة مماثلة يوم الجمعة الماضي، بثتها مباشرة على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكانت المجموعة نفسها قد اعتدت سابقاً على المصحف الشريف أمام سفارة أنقرة لدى كوبنهاغن.
يأتي حرق نسخة من المصحف أمس الإثنين، بعد يومين من تظاهر آلاف العراقيين في بغداد يوم السبت الماضي، بدعوة من الأحزاب المشاركة في الحكومة، وفصائل مسلحة، وذلك احتجاجاً على حرق المصاحف أو تمزيقها خلال تجمعات مناهضة للإسلام في السويد والدنمارك.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية، الإثنين، إن أنقرة ندّدت بشدة بـ"الاعتداء الكريه" على المصحف الشريف أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن، ودعت الدنمارك إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون ارتكاب "جريمة الكراهية" ضد الإسلام.
ويُذكر أنه في 28 يونيو/حزيران الماضي، مزّق سلوان موميكا، وهو عراقي مقيم في السويد، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بتنظيم تجمع رضوخاً لقرار قضائي، وهو ما قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي، وأعاد الأمر نفسه يوم 20 يوليو/تموز 2023.
رداً على ذلك دعا مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، السبت 22 يوليو/تموز 2023، الدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها مع السويد، وقال إن قطع العلاقات مع ستوكهولم هو واجب ديني.