أعلن الجيش السوداني، مساء الأحد 23 يوليو/حزيران 2023، مصرع 9 أشخاص منهم 4 عسكريين ونجاة طفلة في تحطم طائرة نقل مدنية نتيجة لعطل فني أثناء إقلاعها من مطار بورتسودان شرقي البلاد.
وقال الجيش في بيان: "تحطمت مساء اليوم بمطار بورتسودان طائرة نقل مدنية من طراز أنتنوف نتيجة لعطل فني أثناء إقلاعها".
وأشار إلى أن "الحادث أدى إلى وفاة 9 أشخاص منهم 4 عسكريين ونجاة طفلة"، دون مزيد من التفاصيل.
ولم يذكر البيان هوية القتلى أو أعداد الركاب في الطائرة أو وجهتها.
وتقع مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد، وتعد الميناء البحري الرئيسي للسودان، وظلت منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في أبريل/نيسان الماضي منطلقاً لعمليات الإجلاء واستقبال المساعدات الإنسانية من الخارج.
اليوم الـ100 من الاشتباكات
واندلعت اشتباكات في أجزاء من السودان مع دخول المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها المئة في ظل عدم تمكن جهود الوساطة التي تقوم بها قوى إقليمية ودولية من إيجاد سبيل للخروج من صراع بات مستعصياً على الحل.
واندلع القتال في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023، بسبب الصراع على السلطة؛ مما أشاع الدمار في العاصمة الخرطوم وتسبب في زيادة حادة في العنف العرقي في دارفور وشرد ما يزيد على ثلاثة ملايين منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى دول مجاورة.
وتقول وزارة الصحة إن القتال أودى بحياة زهاء 1136 شخصاً، لكن المسؤولين يعتقدون أن العدد أكبر من ذلك.
ولم يتمكن الجيش ولا قوات الدعم السريع من تحقيق انتصار، إذ تصطدم هيمنة قوات الدعم السريع على الأرض في العاصمة الخرطوم بنيران سلاح الجو والمدفعية بالجيش.
وانهارت البنية التحتية والحكومة في العاصمة بينما امتد القتال غرباً، لا سيما إلى منطقة دارفور الهشة، وكذلك إلى الجنوب، حيث تحاول الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال السيطرة على أراض.
وتوغلت قوات الدعم السريع مطلع الأسبوع في قرى بولاية الجزيرة الواقعة جنوبي الخرطوم مباشرة؛ حيث استهدفهم الجيش بضربات جوية وفقاً لما ذكره شهود.
وقال شهود في نيالا، إحدى أكبر مدن البلاد وعاصمة جنوب دارفور، إن الاشتباكات مستمرة منذ الخميس في مناطق سكنية. وتقول مصادر طبية إن 20 شخصاً على الأقل قتلوا. وتقول الأمم المتحدة إن 5000 أسرة شُردت. ويقول سكان إن منشآت رئيسية تعرضت للنهب.
وقال صلاح عبد الله (35 عاماً): "الرصاص يتطاير إلى داخل المنازل. نشعر بالرعب ولا أحد يحمينا".
وأفسح القتال المجال لهجمات عرقية من ميليشيات عربية وقوات الدعم السريع في غرب دارفور التي فر منها مئات الآلاف إلى تشاد.
واتهم سكان قوات الدعم السريع بالقيام بعمليات نهب واحتلال مساحات شاسعة من العاصمة. وقالت قوات الدعم السريع إنها ستحقق في الأمر.
وفي حين أبدى الجانبان انفتاحاً إزاء جهود الوساطة التي تقوم بها أطراف إقليمية ودولية لم تسفر أي من تلك الجهود عن وقف دائم لإطلاق النار.
وأرسل الجانبان وفوداً في محاولة لاستئناف المحادثات في جدة والتي سبق أن أفضت إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار جرى انتهاكها في كثير من الأحيان.
بيد أن وزير الخارجية السوداني قال الجمعة، إن المحادثات غير المباشرة لم تبدأ بجدية.
ورأس قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع مجلساً مشتركاً منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019 واختلفا حول الخطط الرامية للانتقال إلى الديمقراطية.
واتهمت جماعات سياسية مدنية وقوات الدعم السريع الجيش بغض الطرف عن الظهور العلني لموالين للبشير، مطلوبين للعدالة، في الآونة الأخيرة.
وقالت قوى الحرية والتغيير، التحالف المدني الرئيسي، الأحد إنها تعقد اجتماعاً في مصر التي تعرض نفسها كوسيط في الصراع.