لقي 10 عسكريين جزائريين مصرعهم وأصيب 25 عسكرياً آخرين، الإثنين 24 يوليو/تموز 2023، بعدما حاصرتهم نيران حرائق غابات في ثكنة بولاية بجاية شمالي البلاد، فيما أعلنت الجارة تونس إجلاء سكان منطقة حدودية مع الجزائر بسبب الحرائق.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان، إنه خلال عملية إخلاء منطقة واد داس ببني كسيلة، "حوصر الأفراد العسكريون رفقة سكان المشاتي المتاخمة، ما تسبب باستشهاد 10 عسكريين، إضافة إلى إصابة 25 عسكرياً بإصابات متفاوتة الخطورة".
حسب البيان ذاته، فإن "سرعة انتشار الحريق بفعل ازدياد قوة الرياح، صعّبت مهام فرق الإنقاذ في إجلاء العسكريين رفقة سكان هذه المنطقة".
في الوقت ذاته أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية ارتفاع عدد الوفيات نتيجة حرائق الغابات إلى 34 شخصاً، بينهم الجنود العشرة، وإصابة 26 مواطناً نتيجة الحرائق.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية في بيان، تسجيل 97 حريقاً ليلة الإثنين، طالت الغابات والمحاصيل الزراعية في 16 ولاية، امتد بعضها إلى القرى المأهولة بالسكان، فيما تم إجلاء 1500 مواطن.
وبعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة تعزية لعائلات الضحايا من المدنيين وأفراد الجيش جراء حرائق الغابات التي اجتاحت بعض الولايات.
والإثنين أيضاً، أعلنت الحماية المدنية الجزائرية (الدفاع المدني)، أن فرقها تعمل على إخماد 20 بؤرة لحرائق غابات في 6 ولايات شمالية، ما استدعى إجلاء سكان بعض المناطق.
وقبل أيام، أعلنت السلطات تفعيل حالة التأهب القصوى تحسباً لمواجهة نشوب حرائق في الغابات، تزامناً مع موجة الحر المستمرة منذ أسابيع، حيث تشهد معظم ولايات الجزائر موجة حر قياسية لامست 50 درجة بعدة مناطق في الصحراء وحتى شمال البلاد.
إجلاء سكان منطقة حدودية في تونس
من جانب آخر، أعلنت الإدارة الجهوية للحماية المدنية بولاية جندوبة شمال غرب تونس، الإثنين، أنها أجلت كامل سكان منطقة "ملولة" الحدودية مع الجزائر، بسبب الحرائق التي نشبت بغاباتها.
جاء ذلك وفق عدة بيانات صدرت تِباعاً عن الحماية (الدفاع المدني)، نشرته عبر صفحتها في فيسبوك، مؤكدة "اتساع رقعة النيران بملولة طبرقة (على الحدود مع الجزائر) بشكل كبير جداً بسبب الرياح القوية".
أضافت أنها تقوم "بعمليات إجلاء لكافة السكان بملولة"، مشيرة إلى أن "عمليات الإطفاء جارية لمنع تسرب النار إلى المنازل"، وأن "عمليات الإجلاء تتم عبر البحر بواسطة الزوارق التابعة للحرس البحري وقوارب تابعة للخواص"، مؤكدة أنه تم "إجلاء السكان بالكامل".
والأربعاء 19 يوليو/تموز، أعلنت الحماية المدنية أنها تواصل عمليات إطفاء حريق نشب بغابات "ملولة" في محافظة جندوبة شمال غربي البلاد وأتى على 8 هكتارات منها.
وأوضح بيان صدر عن الدفاع المدني التونسي، قيام فرقه بإجلاء 4 عائلات من منازلها بعد أن حاصرتهم النيران بمنطقة ملولة.
والثلاثاء 18 يوليو/تموز، اندلع حريق بغابة "ملولة"، وأتى على نحو 8 هكتارات من الغابات في حصيلة أولية وفق تصريحات إعلامية لوالي جندوبة سمير كوكة، فيما لم يعلن عن أية أضرار بشرية.
وتُعتبر الحرائق الصيفية بسبب ارتفاع درجات الحرارة الخطر الأكبر الذي يهدّد الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية في تونس، حيث تشهد البلاد منذ 5 يوليو/تموز الجاري موجة حر تجاوزت فيها درجات الحرارة 50 درجة في بعض المحافظات.