قال حاكم شبه جزيرة القرم، الذي عيّنته روسيا، سيرغي أكسينوف، السبت، 22 يوليو/تموز 2023، إن هجوماً بطائرة مسيّرة على مستودع للذخيرة في المنطقة، دفع السلطات لإجلاء جميع الأشخاص في محيط 5 كيلومترات من المستودع، وتسبب بتعليق حركة المرور مؤقتاً، فيما اتهمت موسكو أوكرانيا باستهداف قرية روسية حدودية بالقنابل العنقودية.
أكسينوف ذكر أن انفجاراً وقع في المستودع في منطقة كراسنوفارديسكي بوسط شبه جزيرة القرم، لكن لم ترد أنباء عن حدوث أضرار أو سقوط ضحايا، وأظهرت لقطات، بثتها وسائل إعلام رسمية، سحابة كثيفة من الدخان في الموقع.
اتهم أكسينوف أوكرانيا بشن الهجوم بطائرة مسيّرة، في حين لم تعلق كييف على الفور على الأمر.
تسبب الهجوم في توقف حركة المرور لوقت قصير على جسر القرم، الذي يربط بين شبه الجزيرة والأراضي الروسية، وجاء هذا التوقف بعد خمسة أيام من انفجارات هناك أسفرت عن مقتل اثنين وألحقت ضررا بالجزء الذي تستخدمه المركبات بالجسر وهو ثاني هجوم كبير على الجسر منذ بداية الحرب.
الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومتراً ويتألف من طريق للمركبات وخط للسكة الحديد، يعد رابطاً لوجستياً حيوياً للقوات الروسية، وكثيراً ما يستخدمه السائحون الروس الذين يزورون شبه جزيرة القرم في فصل الصيف.
تتهم روسيا أوكرانيا بشن هجمات على الجسر، فيما رحّب مسؤولون في كييف بالهجمات دون الإعلان عن المسؤولية عنها بشكل مباشر، وأمس الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجسر يُعد هدفاً مشروعاً، لأنه طريق إمداد عسكري لروسيا، مضيفاً أن هذا "هو الطريق الذي يُستخدم لتغذية الحرب بالذخيرة، ويحدث ذلك يومياً".
كانت روسيا قد أعلنت عن حالة التأهب القصوى من احتمال وقوع حوادث عند الجسر، فيما دعا مسؤول على قناة تليغرام الناس إلى عدم الذعر في حالة سماع أجهزة الإنذار.
في مؤشر آخر على وجود مخاوف أمنية في شبه جزيرة القرم، حذّر أوليج كريتشكوف، وهو مستشار لأكسينوف، الناس من نشر صور للبنية التحتية المهمة على الإنترنت، كما حث المواطنين الذين يعرفون هوية ناشري هذه المنشورات بإبلاغ وزارة الداخلية أو جهاز الأمن الاتحادي الروسي.
كانت روسيا قد استولت على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، وضمتها إليها في 2014، أي قبل 8 سنوات من غزو موسكو لأوكرانيا.
هجوم بقنابل عنقودية
في موازاة إعلان الهجوم على شبه جزيرة القرم، قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف جلادكوف، اليوم السبت، إن أوكرانيا أطلقت ذخائر عنقودية على قرية بالقرب من الحدود أمس الجمعة، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار.
جلادكوف قال إنه "في منطقة بيلغورود، تم إطلاق 21 قذيفة مدفعية و3 ذخائر عنقودية من نظام صاروخي متعدد الإطلاق على قرية جورافليفكا".
وكالة رويترز أشارت إلى أنه لم يتم التحقق بشكل مستقل من التصريحات التي أدلى بها حاكم المنطقة في إحاطة يومية عبر قناته على تليغرام، بدون تقديم دليل مرئي. ولم يصدر تعليق بعد من أوكرانيا.
كانت أوكرانيا قد تسلمت ذخائر عنقودية من الولايات المتحدة هذا الشهر، لكنها تعهدت بأن استخدامها سيقتصر على طرد تجمعات الجنود الأعداء، وتحتوي كل من الذخائر على عشرات القنابل الصغيرة التي تطلق شظاياها على مساحة واسعة، لكنها محظورة في العديد من البلدان بسبب الخطر المحتمل الذي تشكله على المدنيين.
واستُهدفت منطقة بيلغورود، المتاخمة لأوكرانيا، مراراً بما تقول روسيا إنه قصف عشوائي من قِبل القوات المسلحة الأوكرانية.
يُذكر أن في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.