أحرقت نساء هنديات غاضبات، منزلَي رجلَين متهمين مع اثنين آخرين بإجبار فتاتين على السير عاريتين في موكب، وسط حشد من الناس، في مايو/أيار 2023، في شمال شرق الهند، حيث خلّفت أشهر من أعمال العنف العرقي 120 قتيلاً على الأقل، وأثارت الحادثة غضباً عارماً في البلاد وتنديداً رسمياً.
حُدّدت هوية المشتبه بهم من خلال مقطع فيديو يظهر فيه الحادث الذي حصل في بداية مايو/أيار الماضي، وانتشر على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء 19 يوليو/تموز 2023، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 21 يوليو/تموز 2023.
تظهر في مقطع الفيديو امرأتان تسيران عاريتَين في شارع، وتتعرّضان للمضايقة من قبل حشد في مانيبور، حيث قطعت السلطات الاتصال عبر الإنترنت.
شرطة ولاية مانيبور قالت مساء الخميس الماضي على تويتر، إنه تم توقيف "أربعة متهمين رئيسيين في قضية الفيديو الذي انتشر".
كذلك قامت مجموعة من الناشطات المنتميات إلى مجموعة "ميتي" بإلقاء أكوام من القش على منزل أحد المتّهمين في إيمفال، وأضرمن فيه النار، كما أحرقت يوم الجمعة الماضي مجموعة أخرى من النساء منزل متّهم ثان، حسبما أظهرت صور.
متظاهرة قرب إيمفال، حيث تجمّعت مئات النساء للتظاهر، قالت: "هل يمكن للناس الطبيعيين فعل ذلك؟ حتى القطط والحيوانات لا ترتكب مثل هذا النوع من الأعمال القذرة".
من جانبها، أعلنت حكومة الولاية التي يرأسها الحزب القومي الهندوسي الحاكم بهارتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي)، أن الشرطة اتخذت تدابير فور انتشار الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أكثر من شهرين من الحادث، وقال رئيس وزراء الولاية ن.بيرين سينغ على تويتر إن "تحقيقاً شاملاً" يجري.
أضاف سينغ "سنضمن اتخاذ إجراءات صارمة ضد جميع الجناة، بما في ذلك من خلال النظر في إمكانية تنفيذ عقوبة الإعدام".
كانت قد اندلعت أعمال العنف في مانيبور، في مايو/أيار 2023، بعد احتجاج مجموعة "ميتي"، ومعظمهم من الهندوس، يعيشون في المدينة وحولها، ضد منح مسيحيي مجموعة "كوكي"، التي تعيش على التلال المحيطة، حصصاً في الوظائف الحكومية وفي الجامعات.
وفي تقرير قدمته إلى المحكمة، في يونيو/حزيران 2023، لفتت مجموعة "منتدى مانيبور القبلي" إلى حدوث الكثير من أعمال العنف، بينها أعمال اغتصاب وقطع رؤوس، من دون أن تفتح السلطات تحقيقات حولها.
قُتِل ما لا يقل عن 130 شخصاً ونزح 60 ألفاً منذ اندلاع الاشتباكات العرقية بين قبيلتي ميتي وكوكي، في مايو/أيار الماضي، بولاية مانيبور، بحسب ما نقلته شبكة BBC البريطانية.
بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم الخميس الماضي، إن "حادثة مانيبور عارٌ على أي مجتمع متحضّر"، فيما حذرت المحكمة العليا في الهند حكومة مودي من أنها "ستتصرف" إذا لم يحرّك مجلس الوزراء ساكناً.
من جانبهم، أدان السياسيون من مختلف الأطياف الهجوم، فقد وصفت الوزيرة في الحكومة الفيدرالية، سمريتي إيراني، الحادث بأنه "غير إنساني بكل معنى الكلمة"، وانتقد العديد من قادة المعارضة حكومة حزب بهاراتيا جاناتا؛ لعدم بذل جهود كافية لقمع العنف في الولاية.
في حين قالت رئيسة حزب المؤتمر الوطني الهندي، بريانكا غاندي فادرا، إنَّ "صور العنف الجنسي ضد النساء من مانيبور تدمي القلب".