اخترق قراصنة على صلة ببكين حساب البريد الإلكتروني للسفير الأمريكي لدى الصين، نيكولاس بيرنز، في عملية تجسس يعتقد أنها شملت ما لا يقل عن مئات الآلاف من رسائل البريد لأفراد بالحكومة الأمريكية، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الخميس 20 يوليو/تموز 2023.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن مصادر مطلعة قولهم إن حساب مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا دانيال كريتنبرينك تعرض للاختراق أيضاً في عملية التجسس الأوسع نطاقاً التي أعلنت عنها مايكروسوفت في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري.
وحين سُئلت عن اختراق حسابي الدبلوماسيين، امتنعت وزارة الخارجية الصينية عن الإدلاء بأي تفاصيل، وقالت إنها تجري تحقيقاً بشأن عملية التجسس.
وبيرنز وكريتنبرينك إضافة إلى وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو من ضحايا حملة التجسس هما الوحيدان اللذان تم الكشف عنهما. ودفعت الحملة كبير الدبلوماسيين في واشنطن إلى تحذير نظيره الصيني.
ورد ليو بينغ يو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، على رويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني قائلاً: "الصين تعارض بشدة الهجمات والسرقات الإلكترونية بكل أشكالها وتكافحها.. هذا الموقف ثابت وواضح".
وأضاف أن "تحديد مصدر الهجمات الإلكترونية مسألة فنية معقدة، ونأمل أن تتبنى الأطراف المعنية موقفاً مهنياً ومسؤولاً بدلاً من إطلاق تكهنات وادعاءات لا أساس لها".
اختراق وزارة الخارجية الأمريكية
والجمعة 14 يوليو/تموز 2023، أفادت شبكة سي إن إن الأمريكية بحدوث اختراق صيني لأنظمة بريد إلكتروني حكومية، بما فيها وزارة الخارجية الأمريكية، لافتة إلى أن الاختراق منح الصين معطيات عن توجهات واشنطن قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين، في يونيو/حزيران الماضي.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين أن عملية الاختراق استمرت شهراً قبل أن تبلغ وزارة الخارجية شركة مايكروسوفت بوجود أنشطة غريبة في شبكتها.
المسؤولون أضافوا أن القلق يزداد في واشنطن بشأن استراتيجيات الأمن السيبراني لشركة مايكروسوفت، وأن أسئلة لا تزال موجودة عن كيفية سرقة المتسللين مفتاح التشفير وتمكنهم من الولوج إلى شبكة مايكروسوفت.
إلى ذلك، وصف المسؤولون الأمريكيون الصين باستمرار بأنها أكثر خصوم الولايات المتحدة تقدماً في الفضاء الإلكتروني، وهو المجال الذي كان مراراً وتكراراً مصدر توتر ثنائياً في السنوات الأخيرة، وهو ما أكده مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عندما قال إن بكين لديها برنامج قرصنة أكبر من جميع الحكومات الأخرى مجتمعة، لكن الصين تنفي هذه المزاعم بشكل روتيني.
وتأتي هذه الأنباء بعد أيام من إعلان شركة مايكروسوفت للبرمجيات والتكنولوجيا أن مجموعة قرصنة، تتخذ من الصين مقراً لها، قامت بعمليات تجسس اخترقت خلالها سلسلة من حسابات البريد الإلكتروني المرتبطة بوكالات حكومية في أوروبا الغربية.