قالت صحيفة The Times البريطانية، إن الكرملين يخطط لتأمين ولاية جديدة مدتها ست سنوات للرئيس فلاديمير بوتين، بحصةٍ قياسية من الأصوات، بعد حملةٍ من المتوقع أن تدور حول الخطاب المعادي للغرب.
وزعمت الصحيفة أن تعليمات صدرت للمسؤولين بضمان حصول بوتين على أكثر من 80% من الأصوات في الانتخابات المقرر إجراؤها في مارس/آذار 2024.
ورغم أن الانتخابات تخضع لرقابة مشددة في روسيا، عادةً ما يكون الكرملين حريصاً على تقديم "وهم" الديمقراطية، وفق التايمز.
وتُعَد أعلى نسبة من الأصوات حصل عليها بوتين منذ وصوله إلى السلطة في اليوم الأخير من عام 1999، هي نسبة الـ77.5% التي حصل عليها في العام 2018.
لم يعلن بوتين رسمياً ترشحه للرئاسة حتى الآن، لكن يُعتَقَد أنه سيقوم بالإعلان في منتدى من المقرر عقده بموسكو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
يشار إلى أنه بموجب التغييرات التي أُدخلت على الدستور الروسي في عام 2020، يمكن أن يظل بوتين في منصبه حتى عام 2036، وسيكون آنذاك في الـ83 من عمره.
من الشائع أن تقوم السلطات الروسية بتعزيز قوة الشركات الخاصة والشركات المملوكة للدولة؛ لإجبار موظفيها على التصويت. ويقول منتقدون إن الموظفين غالباً ما يصوتون لبوتين، بسبب مخاوف من طردهم إذا كُشِفَ أنهم أدلوا بأصواتهم لمرشح آخر، بحسب التايمز.
بدوره، قال غولوس، وهو مراقب انتخابات مستقل وصفه الكرملين بأنه "وكيل أجنبي"، إن الانتخابات الإقليمية والمحلية التي أُجرِيَت بروسيا في سبتمبر/أيلول الماضي، شابها حشوٌ لأوراق الاقتراع، وترهيبٌ، وشراء أصوات، وأشكال أخرى من تزوير الانتخابات.
لكن الانتخابات المقبلة ليست مجرد انتخابات رئاسية عادية، بل انتخابات سيعتمد عليها مصير ليس فقط روسيا، بل العالم لسنوات عديدة قادمة، حيث قالت إيلا بامفيلوفا، رئيسة لجنة الانتخابات الروسية، لبوتين، الشهر الماضي: "إن زملاءنا يتفهمون ذلك".
ويقول المنتقدون أيضاً، إن التصويت الإلكتروني مستحيلةٌ مراقبته، كما أن النزوح الجماعي لشخصيات معارضة من روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، يعني أيضاً أنه سيكون هناك نقص في مراقبي الانتخابات المستقلين بمراكز الاقتراع.
ومن المتوقع أن يكون المنافس الاسمي الرئيسي لبوتين في انتخابات العام المقبل هو جينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي البالغ من العمر 79 عاماً.
لكن عكس السنوات السابقة، لا يُعتقد أن الكرملين يخطط للسماح بمرشحين ليبراليين رمزيين في صناديق الاقتراع.
في عام 2018، عندما فاز بوتين بإعادة انتخابه للمرة الأخيرة، سمح الكرملين بترشيح غريغوري يافلينسكي رئيس حزب يابلوكو الليبرالي الصغير، وكسينيا سوبتشاك، وهي شخصية اجتماعية كان والدها معلم بوتين السياسي، في حين لم يحصل أيٌّ منهما على أكثر من 2% من الأصوات.