دافع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بقوة، الأربعاء 19 يوليو/تموز 2023، أمام الكونغرس الأمريكي، عن الديمقراطية في بلاده، رغم الجدل حول إصلاح قضائي، محذراً في الوقت ذاته الذين ينتقدون إسرائيل من خطر الوقوع في معاداة السامية.
وألقى هرتسوغ، الذي يعتبر منصبه في إسرائيل رمزياً إلى حد كبير، كلمةً أمام الكونغرس، رغم غياب عدد من نواب الحزب الديمقراطي التقدميين، الذين أعلنوا مقاطعتهم لكلمته بسبب قضايا من بينها معاملة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للفلسطينيين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي كلمته، قال هرتسوغ: "لست غير حساس للانتقاد بين الأصدقاء، بما في ذلك النقد الذي يعبر عنه أعضاء محترمون في هذا المجلس"، مضيفاً: "لكن انتقاد إسرائيل يجب ألا يذهب إلى حد إنكار حق دولة إسرائيل في الوجود. التشكيك في حق الشعب اليهودي في تقرير المصير ليس دبلوماسية مشروعة، هو معاداة للسامية".
"التهديد" الإيراني
كما تحدث عن "رغبته العميقة" في تحقيق السلام مع الفلسطينيين، معتبراً الاحتفالات بالهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين "مخزية أخلاقياً"، ودعا في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجه إيران، "التحدي الأكبر" لكلا البلدين.
وذكر هرتسوغ أن إيران، هي "الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي تنادي بشكل صريح، وفي الوقت نفسه تخطّط وتطوّر إجراءات لتدمير دولة أخرى"، مشيراً إلى أن "احتمال أن تصبح إيران دولة عتبة نووية، إما بسبب تجاهُل أفعالها، أو كجزء من تسوية دبلوماسية معها، أمر لا يمكن تصوره".
ولا يسبب الرئيس هرتسوغ انقساماً بالدرجة التي يثيرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن زيارته مع ذلك تؤدي إلى بعض الجدل في صفوف الحزب الديمقراطي بزعامة جو بايدن.
وأدان بعض النواب الديمقراطيين ما يعتبرونه "انحرافاً" عن الديمقراطية في إسرائيل، وكذلك استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقاطع البعض خطاب الرئيس الإسرائيلي، حيث صوت تسعة منهم، الثلاثاء، ضد قرار اتُّخذ في مجلس النواب ذي الغالبية الجمهورية، يدين معاداة السامية، ويؤكد دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل.
طُرح هذا القرار للتصويت من قبل زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي، رداً على النائبة من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي براميلا جايابال، التي وصفت إسرائيل مؤخراً بأنها "دولة عنصرية".
وتحت الضغط تراجعت النائبة واعتذرت، لكن الجمهوريين ما زالوا غاضبين، وطالبوا بعزلها من رئاسة المجموعة البرلمانية التقدمية في مجلس النواب.
خلال زيارته التي استمرت يومين، استمر إسحاق هرتسوغ في الإشادة بـ"قوة" الديمقراطية في الدولة العبرية، دون أن ينكر وجود صعوبات.
تظاهرات في تل أبيب
تأتي زيارة هرتسوغ أيضاً بينما شارك آلاف الإسرائيليين، الثلاثاء، في تظاهرات جديدة لإدانة مشروع حكومة نتنياهو حول الإصلاح القضائي، الذي يعتبرونه تهديداً للديمقراطية.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي استقبل الثلاثاء نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الحكومةَ الإسرائيلية إلى عدم "التسرع" في إصلاحاتها، والمضي بحذر.
قال جو بايدن في مقال افتتاحي في صحيفة نيويورك تايمز "إن التوصل إلى توافق في الآراء بشأن المواضيع المثيرة للجدل سياسياً يتطلب أخذ الوقت اللازم لإجراء تغييرات مهمة، هذا أمر بالغ الأهمية، توصيتي لقادة إسرائيل تقضي بعدم التسرع في الإصلاح".
وتشكل زيارته مع احتفال إسرائيل بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها فرصة لواشنطن بأسرها، لتأكيد دعمها "الثابت" لحليفتها.
وبعد خطابه سيلتقي هرتسوغ أعضاء "مجموعة اتفاقات إبراهام" في الكونغرس، التي تشكلت العام الماضي لدعم تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية.