أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس 20 يوليو/تموز 2023، استمرار المحادثات مع المسؤولين في الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا بغية تمديد اتفاقية الحبوب عبر البحر الأسود التي أوقفت موسكو العمل بها، مؤكداً مغادرة الروس مركز التنسيق المشترك الخاص باتفاقية الحبوب في إسطنبول.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لمستشار الإعلام والعلاقات العامة في الوزارة زكي أقتورك، عقده بمقر الوزارة في العاصمة أنقرة، الخميس.
وأكد أقتورك أن تركيا مستعدة لتلعب دوراً فعالاً من أجل عدم وقوع دمار ومآسٍ أكثر وضمان وقف إطلاق النار وإحلال السلام وتقديم كافة أشكال الدعم لتخفيف الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
وحول اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، أوضح أقتورك أنه تم بنجاح وصول ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب والمنتجات الغذائية إلى البلدان المحتاجة والأسواق العالمية عبر أكثر من ألف سفينة في غضون عام واحد.
ولفت إلى أنه تم تمديدها 3 مرات بمبادرة الدول الأطراف، وقال: "وفي هذا الإطار، تم شحن حبوب إلى 45 بلداً في 3 قارات من الموانئ الأوكرانية".
وأضاف: "أعلنت روسيا في 17 يوليو/تموز عدم تمديدها للاتفاقية ووقف العمل بها، ونأمل أن تستمر هذه المبادرة؛ لأنها تساهم بشكل كبير في استقرار أسعار الغذاء العالمية، ولأنها تثبت أن جميع الأزمات يمكن حلها بحسن النية والحوار".
وأردف: "تتواصل بالتنسيق مع وزارة الخارجية اتصالاتنا مع مسؤولي الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا بشأن تمديد مبادرة الحبوب، التي انتهت في 17 يوليو/تموز وأوقفت موسكو العمل بها".
وشدد على أن تركيا ستواصل بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان القيام بدورها فيما يخص ضمان السلام في المنطقة والمساعدات الإنسانية.
وفي رده على سؤال حول الروس الموجودين بمركز التنسيق المشترك الخاص باتفاقية الحبوب في إسطنبول، أكد أقتورك أن الموظفين الروس غادروا المركز.
شروط بوتين
والأربعاء، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية في حال تمّت الاستجابة "الكاملة" لمطالبها، وإلا فإن تمديد هذا الاتفاق "لن يعود له معنى".
وخلال اجتماع حكومي نقل التلفزيون وقائعه، قال بوتين: "ندرس إمكان العودة (إلى الاتفاق)، ولكن بشرط: أن تؤخذ كل مبادئ مشاركة روسيا في هذا الاتفاق في الاعتبار، وتنفذ بالكامل ومن دون استثناء".
والإثنين، نقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن مسؤول روسي كبير في الأمم المتحدة قوله إن قرار روسيا عدم تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود نهائي، ولا خطة لإجراء مزيد من المحادثات بشأنه.
وتم التوصل إلى صفقة الحبوب بمبادرة من تركيا، وباتفاق بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، حيث تنص الاتفاقية على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
غير أن الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية لم ينفَّذ، نظراً لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاقية، إذ تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا.
كما ترفض أوكرانيا إطلاق خط أنابيب الأمونيا الذي يتم تصدير الأمونيا منه إلى الاتحاد الأوروبي.
أمريكا تندِّد
بالإضافة إلى ذلك، ندَّدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الإثنين- بانسحاب روسيا من الاتفاق، واصفة ذلك بأنه "عمل وحشي".
إذ قالت ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين: "في وقت تمارس فيه روسيا ألعاباً سياسية، فإن أناساً فعليين سيعانون"، متهمة موسكو بـ"احتجاز الإنسانية رهينة".
أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فقال إن "نتيجة ما قامت به روسيا اليوم من استخدام الغذاء كسلاح.. سيكون جعل وصول الغذاء إلى الأماكن التي في حاجة ماسَّة إليه أكثر صعوبة، إضافة الى زيادة الأسعار"، مضيفاً: "خلاصة القول إن (ما حصل) غير مقبول".
"ضربة للمحتاجين"
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، إن قرار روسيا بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "سيوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان"، مضيفاً أن هذا القرار يعني إنهاء اتفاق ذي صلة بين الأمم المتحدة وموسكو للمساعدة في تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
وفي إسطنبول، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن بوتين يريد الاستمرار في اتفاق تصدير الحبوب رغم التصريحات الروسية بشأن الاتفاقية.
وفي مؤتمر صحفي أضاف أردوغان أنه سيناقش الموضوع مع بوتين خلال زيارته لتركيا في أغسطس/آب المقبل، كما ستتم مناقشة وسائل فتح الطريق أمام نقل الحبوب والسماد الروسيين إلى العالم، مشيراً إلى أن هناك لجنة في إسطنبول تتابع كل ما يتعلق باتفاق الحبوب، وأعرب عن تمنياته أنْ تستمر في عملها، وأن تحقق إنجازاً.