رفعت روسيا الحد الأقصى لعمر المؤهلين للمشاركة في حرب أوكرانيا بحوالي عشر سنوات؛ ما يعني أنه صار بالإمكان إرسال أشخاص في الـ 70 من عمرهم إلى جبهة القتال، الأمر الذي يعكس حاجة موسكو المتزايدة للمقاتلين، مع استمرار الحرب الصعبة من جهة، وعقب مغادرة مقاتلي مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة لميدان القتال من جهة أخرى.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الثلاثاء 18 يوليو/تموز 2023، إن القرار الذي وافق عليه البرلمان الروسي، أقر إمكانية استدعاء الرجال الذين أتموا خدمتهم الإلزامية في الجيش حتى سن 55، بدلاً من 45.
أقر القانون أيضاً استدعاء جنود الاحتياط ذوي الرتب العليا للخدمة حتى سن 70 بدلاً من 65، وارتفعت أيضاً سن الأهلية العسكرية بمقدار خمس سنوات لتصل إلى 65 للرتب العليا و60 لصغار الضباط.
كان مجلس النواب في روسيا قد أعطى أيضاً في يونيو/حزيران 2023 موافقة مبدئية على تشريع، يسمح لوزارة الدفاع في البلاد بتوقيع عقود مع مجرمين مشتبه بهم أو مُدانين، من أجل القتال في أوكرانيا.
جاء هذا القرار بعدما أكد زعيم مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، أنه رفض طلباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوقيع قواته عقوداً مع وزارة الدفاع. وكانت "فاغنر" قد شنت تمرداً على الجيش، انتهى بالاتفاق على انتقال مقاتلي المجموعة إلى أراضي بيلاروسيا.
تُشير الصحيفة إلى أن خطوة رفع الحد الأقصى لسن التعبئة، تأتي في الوقت الذي أصدر فيه أعضاء مؤسسة فكرية مهمة تقدم خدمات استشارية للكرملين، بياناً يدين الخطاب النووي لرئيسها.
إذ كتب سيرجي كاراغانوف، الرئيس الفخري لمجلس السياسات الخارجية والدفاعية في موسكو، الشهر الماضي، أن على روسيا تصعيد تهديداتها النووية لإجبار الدول الغربية على وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
أشار كاراغانوف إلى أنه لو لم ينجح ذلك، فعلى الكرملين أن يأمر بشن هجمات نووية على المدن الأوروبية. وقال إنه يُستبعد أن ترد الولايات المتحدة بعد ضربة محدودة على أوروبا خوفاً من يؤدي ذلك إلى تدمير المدن الأمريكية في حرب نووية شاملة.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس قد هددوا غير مرة بضربة نووية، أو حذروا من أن حرب أوكرانيا قد تشعل حرباً عالمية، وطالب التلفزيون الحكومي أيضاً بإطلاق صواريخ نووية على الدول الغربية.
لكن البيان الذي وقعه 28 عضواً في المؤسسة الاستشارية نص على: "الأمل في إمكانية إدارة صراع نووي محدود ومنع تصعيده إلى حرب نووية عالمية، لأن هذا ليس تهديداً مباشراً للبشرية جمعاء فحسب، وإنما أيضاً اقتراح محدد بقتل كل من هو عزيز وغالٍ علينا".
وقال أليكسي أرباتوف، عضو المجلس الذي وقع البيان، إن الهدف من هذا البيان إعلام العالم بأن خطاب كاراغانوف "غير المسؤول والاستفزازي" ليس موقف روسيا الاتحادية بأكملها، وقال المجلس إن البيان لا يمثل موقفه الرسمي لكنه اتخذ قرار نشره بناء على طلب عدد من الأعضاء. ولم يعلق الكرملين.
يضم المجلس أكثر من 200 عضو بين محللين عسكريين واقتصاديين، وكانت تعليقات المواطنين الروس على البيان الرافض لاستخدام أسلحة النووية شديدة الإيجابية؛ إذ كتب فاديم روزانوف على موقع المجلس على الإنترنت: "أوافق تماماً. أحسنتم. فقد حان الوقت لوقف هؤلاء الحمقى غير المسؤولين".
سبق أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن مرتين، منذ اندلاع حرب أوكرانيا، إنه من الضروري أخذ تهديدات بوتين النووية على محمل الجد، لكنه قال الأسبوع الماضي إنه "لا يوجد احتمال قوي" بأن تشن روسيا هجمات نووية.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا بأمر من بوتين عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.