قال مسؤول أمريكي، إن الولايات المتحدة تحركت للسماح للعراق بسداد تكلفة الكهرباء التي يستوردها من إيران، عبر بنوك غير عراقية، وذلك في خطوة تأمل واشنطن أن تمنع إيران من فرض انقطاعات للتيار الكهربائي في العراق، مع اشتداد درجات الحرارة خلال الصيف.
كان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد قال الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023، إن العراق وقّع اتفاقاً مع إيران يقايض بموجبه نفطه الخام بالغاز الإيراني، وذلك لإنهاء مشكلة متكررة تتعلق بتأخُّر المدفوعات لطهران، بسبب ضرورة الحصول على الموافقة الأمريكية لحدوث ذلك.
المسؤول الأمريكي، الذي تحدث لوكالة رويترز وطلب عدم نشر هويته، قال إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وقّع الثلاثاء، 18 يوليو/تموز 2023، على إعفاء جديد يتعلق بالأمن القومي، ويمتد 120 يوماً، ويسمح للعراق الذي يعتمد بشدة على الكهرباء الإيرانية، بإيداع المدفوعات في بنوك غير عراقية بدول أخرى، بدلاً من إيداعها في حسابات مقيدة بالعراق.
غير أن الأموال المودعة في الحسابات غير العراقية ستكون مقيدة، شأنها شأن تلك المودعة في البنوك العراقية، ويلزم حصول إيران على إذن من الولايات المتحدة للوصول لتلك الأموال التي لا يمكن استخدامها إلا لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
سبق أن ضغطت طهران على بغداد للحصول على إذن من الولايات المتحدة لصرف تلك الأموال، وذلك من خلال وقف صادرات الغاز الطبيعي الإيرانية إلى العراق، ما قلّص قدرته على توليد الكهرباء، واضطره لقطع التيار الكهربائي.
بدورها، وسّعت الخارجية الأمريكية نطاق الإعفاء الأحدث، بناء على طلب الحكومة العراقية، ليسمح بإيداع الأموال لدى بنوك خارج العراق، وذلك على أمل فيما يبدو أن ينتقل جزء من الضغط الإيراني إلى دول أخرى.
المسؤول الأمريكي قال إنه "علينا مساعدة العراقيين في مواجهة هذا الضغط المستمر من الإيرانيين للوصول إلى الأموال"، وأضاف أن "العراقيين طلبوا، والآن وافقنا على توسيع نطاق الإعفاء"، مشيراً إلى أن هذا ربما يساعد في ضمان تحسين مستوى الامتثال مع الشرط الأمريكي، بأن تُوجه تلك الأموال إلى الأغراض الإنسانية.
أضاف المسؤول الأمريكي: "كما أنه يساعد العراقيين، بدرجة ما على الأقل، على أن تكون لديهم ذريعة (أمام إيران)، إذ لا سيطرة لهم على الأموال التي دفعوها (في حسابات غير عراقية)".
تُشير وكالة رويترز إلى أنه ليس معروفاً ما إذا كانت إيران ستخفف الضغط على العراق نتيجة لذلك، أو ما إذا كانت طهران ترى أن الوسيلة المتاحة لها للضغط على العراق أكبر مما لديها على الدول الأخرى، وتقرر الاستمرار في ذلك.
يأتي هذا فيما تواجه إيران عقوبات أمريكية واسعة النطاق، أُعيد فرضها في 2018، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي توصلت له طهران مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة في 2015.
كان ترامب يعتقد أن سياسة ممارسة "الحد الأقصى من الضغط" على إيران ستجبرها على قبول قيود أكثر صرامة على برنامجها النووي، الذي تخشى الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وإسرائيل أن يكون مصمماً لصنع سلاح نووي، ولطالما نفت إيران ذلك.