أعلن منسّق البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ كورت كامب، الثلاثاء 18 يوليو/تموز 2023، أنّ غواصة أمريكية مزوّدة بأسلحة نووية، رست في مرفأ كوري جنوبي للمرة الأولى منذ 40 عاماً، وذلك في وقت يواصل فيه الحليفان جهودهما لمواجهة التهديدات العسكرية المتزايدة من كوريا الشمالية، التي تجري تجارب صاروخية تثير قلق الغرب.
جاء هذا فيما عقد البلدان في سيول، اليوم الثلاثاء، أول اجتماع للمجموعة الاستشارية النووية (إن جي جي) التي تهدف إلى تحسين التنسيق النووي بين الحليفين، وتعزيز استعداداتهما العسكرية في مواجه كوريا الشمالية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كامبل قال في تصريح للصحفيين بعد الاجتماع إنّه "فيما نحن نتحدّث، ترسو غواصة أمريكية نووية في بوسان، في أول زيارة لغواصة نووية أمريكية منذ عقود".
كانت المرة الأخيرة التي نشرت فيها واشنطن إحدى غواصاتها النووية في كوريا الجنوبية عام 1981.
واشنطن كانت قد قالت، في أبريل/نيسان 2023، إنّ إحدى غواصاتها القادرة على إطلاق صواريخ بالستية محمّلة برؤوس نووية سترسو في ميناء في كوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ عقود، من دون تحديد موعد لذلك.
جاء الإعلان بينما كان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في زيارة رسمية للولايات المتحدة.
كيم تاي-هيو مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي، والذي شارك مع كامبل في ترؤس اجتماع المجموعة الاستشارية النووية، قال إنّ "الجانب الأمريكي أظهر تصميمه الراسخ على أن تتمّ مواجهة كوريا الشمالية بإجراءات مضادّة فورية وحاسمة تؤدّي إلى سقوط نظامها، في حال مهاجمتها الجنوب بأسلحة نووية".
كانت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قد قالت في وقت سابق إنّ هذه الممارسات "لن تؤدّي إلا إلى إبعاد كوريا الشمالية أكثر فأكثر عن الحوار"، وشدّدت على أنّ كوريا الشمالية "مستعدة للتصدّي بحزم لأي عمل ينتهك سيادتها"، واصفةً مقترح إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بأنه "أحلام يقظة".
يأتي هذا فيما تمرّ العلاقات بين الكوريّتين حالياً بأسوأ أحوالها على الإطلاق، في وقت يدعو فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لتطوير مزيد من الأسلحة، بما في ذلك أسلحة نووية تكتيكية.
بدورها عزّزت كوريا الجنوبية وواشنطن تعاونهما الدفاعي في مواجهة اختبارات كوريا الشمالية للأسلحة، وأجرتا تدريبات عسكرية مشتركة.
كانت كوريا الشمالية قد اختبرت أحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات هواسونج-18، يوم الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023، محذرةً الولايات المتحدة وغيرها من الخصوم.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تقرير إن "تجربة الإطلاق هي عملية أساسية تهدف إلى زيادة تطوير القوة النووية الاستراتيجية للجمهورية، وهي في الوقت نفسه تحذير عملي قوي" للخصوم، مؤكدة أن السلاح هو أساس قوتها النووية الضاربة.
أشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على الاختبار، وفقاً للوكالة، وقال كيم إن بلاده ستتخذ إجراءات قوية على نحو متزايد لحماية نفسها لحين تخلي الولايات المتحدة وحلفائها عن سياساتها العدائية.
سبق أن أجرت كوريا الشمالية عدة عمليات إطلاق صواريخ هذا العام، في خرق للعقوبات، بما في ذلك اختبار أقوى صواريخها الباليستية العابرة للقارات، وفي مايو/أيار 2023 حاولت بيونغ يانغ وضع قمر صناعي للتجسس العسكري في المدار.
رداً على ذلك، أعلن رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، تعزيز التعاون الدفاعي مع واشنطن، ونظم تدريبات عسكرية مشتركة بطائرات شبح متطورة وأصول استراتيجية أمريكية متقدمة.