اتهم المرشح الجمهوري للرئاسة، حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الأمم المتحدة بـ"تغذية" الإرهاب، في خطاب ألقاه الإثنين 17 يوليو/تموز 2023، وانتقد أيضاً وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكيتين، لاتباع سياسات "خاطئة" تجاه إسرائيل.
في خطاب استضافته مجموعة "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل"، مزج ديسانتيس بين نقاط قوته الشعبوية ومواقفه المؤيدة لإسرائيل، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، ويبدو أن المرشح الجمهوري يحاول استمالة اليهود الأمريكيين بخطابه المؤيد لإسرائيل.
حاكم فلوريدا ومنافسة ترامب
أوضح الموقع البريطاني أن الخطاب جاء في وقت حرج لحاكم فلوريدا، الذي واجهت حملته الانتخابية تحديات تمويلية، وهو يكافح لتمييز نفسه عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يتصدر سباق مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة.
كما سعى ديسانتيس، في خطابه، إلى ربط نفسه بالعديد من تحركات ترامب المؤيدة لإسرائيل. وقال: "بصفتي عضواً في الكونغرس، فأحد أكثر الأشياء الممتعة التي شاركت فيها" هي الدعوة إلى الاعتراف بالقدس رسمياً عاصمةً لإسرائيل، وهو قرار اتخذه ترامب في عام 2017.
أضاف حاكم فلوريدا: "كل شخص تحدثت إليه من الخارجية أو وكالة المخابرات المركزية زعم أنَّ نقل السفارة إلى القدس سيُشعِل حرباً عالمية ثالثة". وقال: "كل واحد منهم كان مخطئاً، كنّا نعلم أنَّ هذا لن يحدث، وأنَّ هذه هي الخطوة الصحيحة التي ينبغي اتخاذها".
بينما اتهم ديسانتيس إدارة بايدن بمحاولة "فرض" حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما رفضه قائلاً إنَّ العودة إلى حدود ما قبل عام 1967 ستكون "لا مبرر لها".
حيث قال حاكم فلوريدا: "لا يمكنك تحقيق السلام مع أناس لا يؤمنون بأنَّ لديك الحق في التواجد كدولة يهودية". وأضاف: "لدى إسرائيل أقوى مطالبة بالحقوق في يهودا والسامرة"، مستخدماً اللفظ العبري للضفة الغربية المحتلة.
"الأونروا تغذي الإرهاب"
أطلق ديسانتيس على نفسه لقب "الحاكم الأكثر تأييداً لإسرائيل" في الولايات المتحدة. وأشار إلى سجله بأنه أول مسؤول حكومي كبير يعقد فعاليات في الضفة الغربية المحتلة، والتشريع الذي وقع عليه لاستهداف حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، التي وصفها بأنها "معادية للسامية".
كما أشار ديسانتيس إلى أنه بصفته عضواً في الكونغرس، قاد جهوداً لوقف تمويل وكالات الأمم المتحدة مثل الأونروا، "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى"، التي وصفها بأنها معادية للسامية ومعادية لإسرائيل، بينما اتهم المنظمة بـ"تغذية الإرهاب".
إضافة إلى ذلك، نسب لنفسه الفضل في تراجع شركة Airbnb عن قرار إزالة قوائم الإيجار للمنازل في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.
في خطابه، أعلن أيضاً أنَّ ولاية فلوريدا بدأت رسمياً تحقيقاً خاصاً بشأن شركة أبحاث الاستثمار المستقلة، Morningstar، لانتهاكها قانون مكافحة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
إذ قال ديسانتيس: "عند تكوين حركة تركز كل غضبها على الدولة اليهودية الوحيدة في هذا العالم، مع استبعاد كل الأشياء الأخرى التي تحدث، فأنت لا تهتم بمقاطعة الحزب الشيوعي الصيني، ولا تهتم بمقاطعة كل هذه الأنظمة المارقة، فهذا يعني أنكم لا تهتمون إلا بفرض معاملة رافضة لدولة إسرائيل، وهذا معادٍ للسامية وخطأ".
"بايدن يعامل نتنياهو بطريقة مخزية"
كما اتهم ديسانتيس الرئيس بايدن باسترضاء إيران والفشل في فرض العقوبات ضدها، قائلاً إنَّ هذا يعني أنَّ الولايات المتحدة تمنح تمويلاً غير مباشر "لطرفي" الحرب في أوكرانيا، بسبب الدعم العسكري الإيراني لموسكو.
هاجم حاكم فلوريدا أيضاً بايدن لمعارضته العلنية للإصلاح القضائي الذي يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وانتقاده تشكيل الحكومة الإسرائيلية، التي وصفها بايدن بأنها "الأكثر تطرفاً" منذ عقود. وقال ديسانتيس: "ما فعلته إدارة بايدن كان مُخجِلاً. الطريقة التي يعاملون بها حليفاً قوياً مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت مخزية".