قالت الشرطة الإسبانية، الثلاثاء 18 يوليو/تموز 2023، إن جثة رضيعة لفظتها المياه إلى أحد الشواطئ الإسبانية بالقرب من مدينة طركونة المطلة على البحر المتوسط الأسبوع الماضي هي جثة ابنة مهاجرَيْن لقيا حتفهما في غرق قارب أودى بحياة جميع من على متنه، وعددهم 15، في أبريل/نيسان الماضي.
وكانت الرضيعة التي لم تتجاوز من العمر ثمانية أشهر مبحرة مع والديها على متن القارب الذي غادر الجزائر يوم 21 مارس/آذار 2023 قبل أن يغرق قبالة جزر البليار الإسبانية في 6 من أبريل/نيسان العام الجاري.
وبعد العثور على الجثة يوم 11 يوليو/تموز الحالي في رودا دي بيرا، حللت الشرطة عينة وراثية وحددت أنها مطابقة للمرأة التي انتُشلت جثتها بعد غرق القارب في أبريل/نيسان.
ورودا دي بيرا بلدة مطلة على الساحل الذهبي الإسباني الواقع على بعد نحو 200 كيلومتر إلى شمال الغرب من جزيرة مايوركا.
جدير بالذكر أنه عُثر على 8 جثث لمهاجرين غرقوا في الحادث منها جثتا الطفلة ووالدتها.
فقدان 300 مهاجر في المحيط
والأسبوع الماضي الأحد 9 يوليو/تموز، قالت منظمة "ووكنج بوردرز" لإغاثة المهاجرين إن 300 شخص على الأقل كانوا يبحرون من السنغال إلى جزر الكناري الإسبانية على متن ثلاثة قوارب للهجرة باتوا في عداد المفقودين في المحيط الأطلسي.
في الوقت نفسه، فقد جاء في بيانات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 3800 شخص لقوا حتفهم العام الماضي على طرق الهجرة داخل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أو طرق الهجرة للخروج من المنطقة، وهو أعلى رقم مسجل هناك منذ عام 2017.
من جهتها، ذكرت هيلينا مالينو من المنظمة في مقابلة أجرتها معها رويترز أن قاربين، أحدهما يحمل نحو 65 شخصاً والآخر يحمل من 50 إلى 60 شخصاً، مفقودان منذ 15 يوماً بعد مغادرتهما السنغال في محاولة للوصول إلى إسبانيا. وغادر قارب ثالث السنغال في 27 يونيو/حزيران وكان على متنه نحو 200 شخص.
وقالت مالينو إن عائلات الأشخاص الذين كانوا على متن القوارب الثلاثة لم يسمعوا أخباراً عن ذويهم منذ مغادرتهم. وأضافت مالينو: "العائلات قلقة للغاية. هناك نحو 300 شخص من منطقة واحدة في السنغال. لقد غادروا بسبب عدم الاستقرار في السنغال".
وغادرت القوارب الثلاثة قرية كافونتينا في جنوب السنغال، التي تبعد نحو 1700 كيلومتر عن تنريفي إحدى جزر الكناري.
وأصبحت جزر الكناري، التي تقع قبالة سواحل غرب إفريقيا، الوجهة الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا مع سعي عدد أقل بكثير أيضاً لعبور البحر المتوسط إلى البر الرئيسي الإسباني. وتكثر محاولات الهجرة في فصل الصيف تحديداً.
في حين ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن 559 شخصاً على الأقل، بينهم 22 طفلاً، لقوا حتفهم العام الماضي في أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري.