حذر علماء روس من حدوث نشاط قوي للتوهج الشمسي، الإثنين 17 يوليو/تموز 2023، والذي قد يتداخل مع الاتصالات ذات الموجات القصيرة، بعد أن رصدوا 3 توهجات على الشمس يوم الأحد، وذلك في وقت ضربت عاصفة حرارية تسببت في ارتفاعات في درجات الحرارة، أطلق عليها اسم "شارون"، مناطق أوروبية.
معهد فيدوروف للجيوفيزياء التطبيقية في موسكو قال إنه من الممكن حدوث توهجات من الفئة إكس (أضخم التوهجات)، بما في ذلك توهجات بروتون، وإن من المتوقع أن تؤدي إلى انقطاع موجات الراديو القصيرة.
ما هي توهجات الفئة إكس؟
والتوهجات من الفئة إكس هي أكبر الانفجارات في الأنظمة الشمسية، ويمكن أن تتسبب في حدوث عواصف إشعاعية طويلة الأمد. وتوهجات البروتون هي عاصفة من جزيئات الطاقة الشمسية تتكون أساساً من البروتون.
وتحدث التوهجات الشمسية عندما تتشابك خطوط المجال المغناطيسي داخل وحول الشمس. ويمكن أن تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض مع احتمال إتلاف الأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات، وفقاً لما ذكرته إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا).
وفي عام 2022 تسببت عاصفة مغناطيسية أرضية ناجمة عن موجة كبيرة من الإشعاع من الشمس في إتلاف 40 قمراً صناعياً لشركة سبيس إكس، كانت قد أطلقت قبل وقت قصير.
وقال معهد فيدوروف إنه تم رصد 3 توهجات شمسية، أمس الأحد، استمر أحدها لمدة 14 دقيقة وصاحبه عطل في اتصالات الراديو.
ارتفاع درجات الحرارة في دول عربية
أما في منطقتنا فتشهد عدة دول عربية ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، إذ تصل في بعض الأحيان في بعض الدول إلى 50 درجة مئوية، وهو ما يعرف بظاهرة "القبة الحرارية".
وأرجع الخبراء هذا الارتفاع في درجات الحرارة إلى تعزيز الكتل الهوائية الحارة في طبقات الجو العليا، والتي تنتج عن كتل هوائية حارة ناشئة عن تراكم الاحتباس الحراري، وهو ما يتزامن مع تحذيرات الأمم المتحدة من أن العالم بأسره يشهد أعلى درجات حرارة في تاريخه.
وفي مصر كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن استمرار شديدة الحرارة على كافة الأنحاء، حيث يسود طقس شديد الحرارة رطب نهاراً على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية الشرقية وجنوب سيناء وجنوب البلاد، حار رطب على السواحل الشمالية الغربية، معتدل الحرارة رطب ليلاً على الأنحاء كافة.
وبحسب منصة "طقس العرب"، فإن الخرائط الجوية تشير إلى أن الكتلة الحارة ستؤثر على 7 دول عربية، وهي: مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، بدءاً من نهاية هذا الأسبوع.
أوروبا تعيش أياماً حارة
في الوقت ذاته تعيش مناطق أوروبية منذ أيام على وقع أيام حارة، وذلك إضافة لعاصفة حرارية جديدة ضربت، الأحد، عدة دول، وهو ما قد يزيد من رفع درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة في إيطاليا مثلاً.
بدورهما، تشهد إسبانيا واليونان ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة منذ عدة أيام.
كما تعيش إيطاليا على غرار عدة مناطق أوروبية تحت وطأة موجة حر شديدة، أعلنت السلطات بسببها الأحد حالة تأهب قصوى في 16 مدينة، علماً بأن درجة الحرارة مرشحة للارتفاع لمستويات قياسية في جنوب أوروبا خلال الأيام المقبلة، حسب تحذيرات الخبراء.
أما في إسبانيا، قالت السلطات في جزيرة لا بارما إنها أجْلَت ما لا يقل عن 4 آلاف شخص بعد اندلاع حريق غابات وخروجه عن نطاق السيطرة.
وتشهد إسبانيا وإيطاليا وكذا اليونان ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة منذ عدة أيام، ما ألحق أضراراً بالمحاصيل الزراعية، وأزعج السائحين الذين باتوا يبحثون عن مكان يستظلون تحته من أشعة الشمس.
وأصدرت خدمة أخبار الطقس الإيطالية (متيو.إت) تحذيراً، الأحد، قائلة: "علينا الاستعداد لعاصفة حرارية شديدة ستغطي البلاد بأكملها يوماً بعد يوم".
وأضافت: "في بعض الأماكن، ستُكسر درجات الحرارة القياسية المسجلة في الماضي".
إلى جانب العاصمة الإيطالية، صدرت تنبيهات صحية في مدن فلورنسا بوسط البلاد وباليرمو في صقلية وباري في جنوب شرق إيطاليا.
وأغلقت اليونان، يوم الجمعة، موقع الأكروبوليس الأثري لحماية السياح من درجات الحرارة المرتفعة.