قررت النيابة العامة المصرية، الأحد 16 يوليو/تموز 2023، إحالة ضابط شرطة و5 آخرين إلى المحاكمة الجنائية، إثر قيام ضابط بقتل مواطن بالرصاص، حيث تجمهر عدد من أهالي القتيل وقاموا بتحطيم ممتلكات عامة، بمنطقة سيدي برّاني بمرسى مطروح، الواقعة قرب الحدود الليبية.
وذكرت النيابة العامة في بيان أن هذه المحاكمة تأتي "عما اقترفوه من جرائم في الأحداث الواقعة بمنطقة سيدي براني، لافتة إلى أنها تلقت يوم 11 يوليو/تموز الجاري إخطاراً من قسم شرطة براني بمحافظة مرسى مطروح، بوفاة شخص أثناء استيقاف الشرطة سيارته خلال مأموريتها الأمنية للحدّ من ظاهرة الهجرة السرية والاتجار في المواد المخدرة".
وتابع البيان: "أنّ الأهالي تجمهروا أمام ديوان قسم شرطة سيدي برّاني إثر حادث الوفاة، ما أسفر عن وفاة أحد أفراد الأمن، وحدوث تلفيات بالممتلكات العامة".
البيان أضاف أنه "فور تلقي الإخطار انتقلت النيابة العامة وناظرت جثماني المتوفييْن، وسألت أربعة من شهود الواقعة، فتواترت أقوالهم على انطلاق قائد السيارة المتوفى بسيارته مسرعاً، حال محاولة قوات الأمن استيقافه، دون امتثاله لأمرهم، بعد مطالبة القوات بتوقفه أكثر من مرة، وآنذاك أشْهر أحد ضباط الأمن سلاحه وأطلق أعيرة ناريةً صوب السيارة، وقد ضبطت النيابة العامة أجهزة المراقبة المطلة على مسرح الأحداث، فتبيّنت منها صحة رواية الشهود من انطلاق المتوفى بسيارته مسرعاً حال محاولة قوات الأمن استيقافه دون امتثال، ثم توقفه لاحقاً متأثراً بإصابته، وقد عاينت النيابة العامة السيارة فتبينت ما بها من آثار".
ووفقاً للبيان، فإن "النيابة العامة سألت أفراد القوة الأمنية المذكورين، ووقفت من شهادتهم على عدم امتثال قائد السيارة المتوفّى لأمرهم بالتوقّف، ما دعا أحد ضباط المأمورية إلى إطلاق النار صوبها، معلّلاً ذلك بمحاولة قائد السيارة دهسه، وعلى ذلك استجوبت النيابة العامة الضابط فيما نسب إليه من اتهامات، فأنكر وأكّد أنه إثر محاولة قائد السيارة دهسه انطلقت أعيرة نارية منه نتيجة فقدانه الاتزان، وقد انتهت تحريات الشرطة إلى إطلاق الضابط تلك الأعيرة صوب الإطارات، قاصداً تعطيل السيارة، إلا أن قائدها استمر في الإسراع نحوه فحدثت إصابته".
كما ذكر البيان أن النيابة العامة أجرت تحقيقاتها كذلك في واقعة تجمهر أشخاصٍ بالشوارع المحيطة بديوان قسم شرطة سيدي براني، لاقتحامه على إثر الواقعة السابقة، وإلقائهم الحجارة على قوات الأمن دون الامتثال لمحاولات فضّهم التجمهر، ما نجم عنه إصابة أربعة من القوات أثناء إلقاء القبض على المتجمهرين، وضبط ثمانية منهم قام أحدهم بدهس أحد أفراد الأمن، ما أدّى لوفاته متأثراً بإصابته".
وعقب انتهاء التحقيقات ووقوفها على أدلة الاتهام قِبل المتهمين جميعاً، أمرت بإحالتهم للمحاكمة الجنائية.
إخلاء سبيل الضابط
والسبت، قررت النيابة العامة في محافظة مرسى مطروح المصرية، إخلاء سبيل ضابط الشرطة المتهم بقتل الشاب فرحات أبو الشاردة المحفوظي رمياً بالرصاص، إثر مشادة كلامية وقعت بينهما بمتجر لبيع المواد الغذائية في مدينة سيدي براني، غربي المحافظة، يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بضمان محل عمله وإقامته.
وقرر قاضي جنح مطروح تجديد حبس 8 من أهالي مدينة سيدي براني 15 يوماً احتياطياً، بتهمة إثارة الشغب والبلطجة، وهم: عبد الله سعد حسين، وخميس يونس سالم، ومحمد عبد الرحيم شقلوف، وخالد فرحات، وناصف جمعة حسين، وفيصل حميد الطاهري، ومحمد حامد الطاهري، ومداوي جراري الغزاوي.
وسادت مواقع التواصل المصرية حالة من الغضب، فور الإعلان عن قرار نيابة مرسى مطروح بإخلاء سبيل ضابط الشرطة المتهم بقتل الشاب فرحات المحفوظي 35 عاماً، وتجديد حبس عدد من أقاربه وأهالي سيدي براني 15 يوماً بتهمة إثارة الشغب.
يأتي هذا الحادث بعد أيام من قيام ضابط في الجيش بدهس أسرة كاملة في مدينة "مدينتي"، وهي إحدى ضواحي القاهرة الفاخرة. ووقع هذا الحادث نتيجة خدش أصاب إحدى السيارات من قبل طفل كان يلعب في الشارع، وعندما حاول والده البحث عن صاحب السيارة للاعتذار له وتعويضه تشاجر معه جاره الضابط في الجيش، قبل أن يستقل سيارته ويقوم بدهس الأسرة، ما أدى لمقتل الأم دهساً وإصابة الأب وأحد الأطفال بجراح.
وتثير هذه الحوادث المتكررة الكثير من الجدل والتساؤلات على شبكات التواصل الاجتماعي المصرية، عن طبيعة تأهيل رجال الأمن والجيش فيما يتعلق بتعاملهم وعلاقتهم بالمدنيين.