دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة 14 يوليو/تموز 2023، إلى تحقيق الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وحث العالم على التعاون من أجل وضع نهاية لتصرفات كوريا الشمالية بعد أحدث تجربة صاروخية تجريها، وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة لبدء حوار مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة".
ففي تصريحات بعد اجتماع مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مرسودي في جاكرتا، دعا أيضاً إلى "سلام عادل ودائم (ينهي) الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا". وحث جيش ميانمار على إنهاء الأعمال القتالية وبدء حوار. وقال: "يجب علينا الحفاظ على حرية الملاحة في بحري الصين الجنوبي والشرقي، وصون السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".
بلينكن يجري مباحثات في الصين ويعلق على نشاطات كوريا الشمالية
أجرى بلينكن محادثات، الخميس، مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، في إطار ما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها سلسلة من الاتصالات التي تهدف إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والحيلولة دون سوء تقدير الأمور.
وندد بإطلاق كوريا الشمالية أحدث صاروخ باليستي عابر للقارات وهو من طراز هواسونغ-18. وأضاف: "نحن في حاجة للتعاون من أجل إنهاء برنامج كوريا الشمالية غير القانوني لأسلحة الدمار الشامل وإطلاق الصواريخ الباليستية".
كما تطرق أيضاً إلى أزمة ميانمار، وقال إنه يتعين الضغط على الجيش الذي يحكم البلاد من أجل وقف العنف، وتطبيق خطة سلام اتفق عليها مع دول جنوب شرقي آسيا المجاورة قبل عامين.
مفاوضات مع كوريا الشمالية
في سياق متصل قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن "الولايات المتحدة مستعدة لبدء حوار مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة". وتابع خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، أننا "نواجه تحديات مثل إطلاق كوريا الشمالية صواريخ بشكل متكرر، وانتشار الأسلحة وانتهاكات حقوق الإنسان".
وتابع: "نظام كوريا الشمالية يستمر في محاولة فرض وجوده بهذه المنطقة، وندعم جهود آسيان لدعم الاستقرار". وقال بلينكن إن "الولايات المتحدة ستستمر في علاقاتها مع الصين من خلال التعاون معها في كافة المجالات".
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، أنه خلال زيارته للصين بحث "جملة من القضايا، على رأسها العدوان الروسي على أوكرانيا". وأشار إلى أن "العدوان الروسي على أوكرانيا يستمر في الإضرار ليس بالشعب الأوكراني فقط، بل بهذه المنطقة من العالم أيضاً".
وقال بلينكن إننا "مستعدون للتعامل مع التحديات التي تؤثر علينا وعلى الصين رغم نقاط الاختلاف الواضحة". وأكمل: "أوضحنا بشكل مستمر للصين، أن أي عمل يستهدف الحكومة والشركات الأمريكية مصدر قلق لنا، وسنرد بشكل مناسب".
ولفت خلال حديثه، إلى أن "النظام العسكري بميانمار يستمر في انتهاكاته، وعلينا مواصلة ممارسة الضغوط للكف عن انتهاكاته"، وختم: "تأثرت مناطق كثيرة من العالم بسبب النزاع، خصوصاً ما يتعلق الأمن الغذائي، وعلينا بحث سبل سلمية لحل النزاع".
تنديد بنشاط كوريا الشمالية الخاص بالصواريخ الباليستية
من جهة أخرى، قالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، في بيان مشترك، إن إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يوم الأربعاء، ينتهك قرارات عديدة للأمم المتحدة، ويهدد السلام والاستقرار في المنطقة.
وقالت اليابان إن الصاروخ الذي انطلق من قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية حلّق لمدة 74 دقيقة، ووصل لارتفاع 6000 كيلومتر، وقطع ألف كيلومتر فيما قد يكون أطول فترة تحليق لصاروخ تطلقه كوريا الشمالية.
وجاء في البيان المشترك للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان والصادر الجمعة: "هذا يشكل انتهاكاً واضحاً وصارخاً لقرارات متعددة لمجلس الأمن الدولي وتهديداً خطيراً للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وما وراءها".
وحثت الدول في البيان كوريا الشمالية على "وقف أعمالها التصعيدية وغير القانونية والعودة إلى الحوار بشكل سريع".
واجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي، ووزير الخارجية الكوري الجنوبي بارك جين على هامش المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في جاكرتا بإندونيسيا، الجمعة.
وجاء في بيان آخر صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن بلينكن جدد تأكيد "الالتزامات الراسخة" للولايات المتحدة بالدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.
وجاء في البيان المشترك الذي صدر بعد الاجتماع، أن "تطوير كوريا الشمالية المستمر لقدراتها النووية والصاروخية الباليستية لن يؤدي إلا إلى تعزيز عزم الدول الثلاث والمجتمع الدولي على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل".