أدان الاتحاد الإسلامي السويدي، الجمعة، 14 يوليو/تموز 2023، سماح الشرطة السويدية بحرق نسخة من التوراة والإنجيل أمام سفارة إسرائيل في العاصمة ستوكهولم، مديناً في ذات الوقت سماح السلطات في البلاد بحرق نسخة من المصحف في أول أيام عيد الأضحى الماضي، الأمر الذي تسبب بإثارة غضب إسلامي وعربي واسعين.
تأتي إدانة الاتحاد الإسلامي السويدي، بعدما وافقت الشرطة، أمس الجمعة، على طلب شخص بحرق التوراة والإنجيل اليوم السبت أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم.
رئيس الاتحاد الإسلامي السويدي، طاهر أكان، قال في تصريح لوكالة الأناضول، "إنه لا ينبغي السماح بحرق الكتب المقدسة"، وأكد أنه لا ينبغي التسامح مع هذه الأعمال الاستفزازية في السويد، مضيفاً: "أدين العمل الاستفزازي (حرق التوراة والإنجيل) الذي سينفذ غداً (اليوم السبت)".
كانت وسائل إعلام أوروبية قد تحدثت، الجمعة، عن تلقي الشرطة السويدية عدة طلبات لحرق الكتب المقدسة في أماكن متفرقة من البلاد، وذكرت أن الطلبات وصلت إلى الشرطة في أعقاب واقعة حرق المصحف يوم 28 يونيو/حزيران 2023.
من بين الطلبات المرسلة للشرطة السويدية "طلب رجل (30 عاماً) بحرق نسخ من الإنجيل والتوراة أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم في 15 يوليو/تموز الجاري"، ووفق تقارير، فإن الشاب ذكر في طلبه، أن موقفه بمثابة "رد على واقعة حرق المصحف نهاية يونيو، وتجمع رمزي من أجل حرية التعبير".
في سياق متصل، تطرّق رئيس الاتحاد الإسلامي السويدي لحرق نسخة من المصحف في أول أيام عيد الأضحى بستوكهولم، وقال "يحزننا أن مثل هذه الأعمال الاستفزازية تنفذ في بلد ديمقراطي مثل السويد"، وأضاف أننا "كمسلمين نحن ضد حرق الكتب المقدسة والاعتداء عليها، ويجب اعتبار ذلك جريمة كراهية".
وتلقت الشرطة السويدية أيضاً طلب من سيدة (50 عاماً) لحرق نسخة من المصحف، أمام مسجد في ستوكهولم.
في 28 يونيو/حزيران الماضي، مزق المواطن العراقي المقيم في السويد، سلوان موميكا (37 عاماً)، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة.
وأدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، 12 يوليو/تموز 2023، الاعتداءات التي استهدفت المصحف، وذلك على الرغم من تصويت دول غربية بالرفض للإدانة، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا.
كان المجلس قد بحث في جلسة خاصة، عقدها بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي، مشروع قرار قدّمته المنظمة حول "عدم احترام المصحف والاعتداء عليه".
صوّت 47 من أعضاء المجلس على مشروع القرار الذي يدعو إلى إدانة الاعتداءات التي تستهدف المصحف، ووصفها بـ"كراهية ضد الدين"، حيث حظي بتأييد 28 عضواً ومعارضة 12، فيما امتنع 7 عن التصويت.
الدول التي صوّتت لمصلحة مشروع القرار: الجزائر، والأرجنتين وبنغلاديش وبوليفيا والكاميرون والصين وكوت ديفوار وكوبا وإريتريا والغابون وغامبيا والهند وكازاخستان وقرغيزيا ومالاوي وماليزيا وجزر المالديف والمغرب وباكستان وقطر والسنغال والصومال وجنوب إفريقيا والسودان وأوكرانيا والإمارات وأوزبكستان وفيتنام.
في حين رفض مشروع القرار كل من: بلجيكا وكوستاريكا وتشيكيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وليتوانيا ولوكسمبورغ والجبل الأسود ورومانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
تعتبر قرارات مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة غير ملزمة، ولكن تؤثر على القرارات المحتمَل اتخاذها في برلمانات الدول، فضلاً عن أهميتها من ناحية تشكيل رأي عام دولي بهذا الصدد.