قالت منظمات ونشطاء معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان في السودان لرويترز، الجمعة 14 يوليو/تموز 2023، إن لديهم أدلة على أن قوات الدعم السريع احتجزت أكثر من 5000 شخص في ظروف غير إنسانية بالعاصمة الخرطوم، في الوقت نفسه قال سكان إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خاضا اشتباكات عنيفة في أجزاء من مدينة بحري، وذلك بعد يوم من ترحيب كلا الطرفين بجهود وساطة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر.
في حين تخوض قوات الدعم السريع قتالاً مع الجيش السوداني منذ ثلاثة أشهر. ويتهمها سكان بنهب المنازل واحتلالها.
قوات الدعم السريع تنفي الاتهامات
رداً على طلب للتعليق، قالت قوات الدعم السريع إن التقارير غير صحيحة، وإنها لا تحتجز سوى أسرى حرب وإنهم يلقون معاملة حسنة. وقالت قوات الدعم السريع لرويترز: "المنظمات تغض الطرف عن انتهاكات الجيش لحقوق المدنيين من قصف بالطيران والمدفعية الثقيلة والاعتقالات وتوزيع السلاح للمدنيين".
في سياق متصل، قالت المنظمات، التي طلبت عدم نشر أسمائها مخافة أن تتعرض لأعمال انتقامية، إن ثمة مقاتلين بين المحتجزين في عدة أماكن في أنحاء الخرطوم، لكن من بينهم أيضاً 3500 مدني، منهم نساء ورعايا أجانب.
وقالت مجموعة المنظمات إنها ستقدم للأمم المتحدة توثيقاً لحالات وفاة جراء التعذيب، بالإضافة إلى "المعاملة المهينة واللاإنسانية والحاطة بالكرامة الإنسانية في ظروف اعتقال مهينة لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة".
دفن ضحايا في مقبرة جماعية في دارفور
في حين قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الخميس، إن 87 شخصاً على الأقل دفنوا في مقبرة جماعية بمدينة الجنينة بمنطقة دارفور، واتهم المكتب قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها بقتل هؤلاء الأشخاص، وهو اتهام تنفيه قوات الدعم السريع.
وفي وقت متأخر الخميس، قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها ستحقق في حالات القتل في أنحاء المنطقة. ولم ترد قوات الدعم السريع على طلب للتعليق على التحقيق.
اشتباكات عنيفة في السودان
في حين قال سكان إن قوات الدعم والجيش السوداني خاضا اشتباكات عنيفة في أجزاء من مدينة بحري الجمعة، وذلك بعد يوم من ترحيب كلا الطرفين بجهود وساطة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر.
وتسبب القتال الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان في نزوح مدنيين من ولاية الخرطوم، التي تتكون من مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، وتسبب أيضاً في تنفيذ هجمات بدوافع عرقية في منطقة دارفور.
فيما لم تنجح جهود وساطة إقليمية ودولية حتى الآن في إنهاء القتال، وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن السودان ربما ينزلق إلى حرب أهلية.
وجرت أحدث محاولة وساطة في مصر الخميس. ورحب الجيش السوداني، الذي تربطه علاقات وثيقة بمصر، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بجهود الوساطة.
لكن أربعة سكان بشمال مدينة بحري قالوا لرويترز إنهم استيقظوا في الصباح الباكر على صوت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وتركزت الاشتباكات فيما يبدو حول جسر الحلفايا.
وبينما ركزت قوات الدعم السريع على الانتشار بسرعة في أنحاء العاصمة في أول أيام القتال، ركز الجيش على الضربات الجوية والمدفعية التي لم تسهم إلا بالقليل في تغيير المشهد.
ونفذ الجيش مزيداً من العمليات البرية في الأسابيع القليلة الماضية، وبالتحديد في أم درمان.
ضربات جوية في السودان
قال سكان بحري إنهم سمعوا دوي ضربات جوية وقذائف مدفعية وأعيرة نارية استمرت إلى ما بعد الظهيرة.
وقال مصدر عسكري إن الجيش نجح في طرد قوات الدعم السريع من أحياء في أقصى شمال المدينة، لكن قوات الدعم السريع قالت في بيان إنها استطاعت هزيمة قوات الجيش وقتل المئات.
وأفاد سكان في ولاية الخرطوم الأوسع نطاقاً بانقطاع الاتصالات لعدة ساعات خلال الصباح. وأفاد شهود آخرون بوقوع اشتباكات أيضاً حول قاعدة للجيش في جنوب الخرطوم.
نزوح ملايين السودانيين
في حين أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان، الذي اندلع قبل نحو ثلاثة أشهر، تجاوز ثلاثة ملايين.
وجاء في البيانات التي نشرت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخلياً، وعبر أكثر من 730 ألفاً الحدود إلى بلدان مجاورة.
وفر معظم هؤلاء إما من العاصمة الخرطوم؛ حيث يتركز الصراع على السلطة بين الطرفين الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان، أو من دارفور، حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية.
وأدى القتال إلى تدمير مناطق واسعة في العاصمة وإلى موجات من الهجمات في دارفور. وتعرض المدنيون لجرائم نهب وحالات انقطاع للتيار الكهربائي ونقص الغذاء والماء وانهيار الخدمات الصحية وتزايد جرائم العنف الجنسي.
وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل التابعة للحكومة السودانية إنها سجلت تسع حالات جديدة من الاعتداء الجنسي في الخرطوم، ليرتفع العدد الإجمالي منذ منتصف أبريل/نيسان إلى 51 حالة، مضيفة أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير على الأرجح.