أدانت إسرائيل، الجمعة، 14 يوليو/تموز 2023، سماح السلطات السويدية بحرق الكتاب اليهودي المقدس (التناخ)، أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة ستوكهولم، وسط جهود تبذلها جهات دينية لوقف الواقعة المرتقبة، السبت، 15 يوليو/تموز.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تغريدة على تويتر: "أدين بشدة قرار السلطات في السويد السماح بحرق نسخة من الكتاب المقدس أمام السفارة الإسرائيلية".
وأضاف: "تأخذ دولة إسرائيل على محمل الجد هذا القرار المخزي، الذي يضر بقدس أقداس الشعب اليهودي، ويجب احترام الكتب المقدسة لجميع الأديان".
أما الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، فقال في تصريح مكتوب وصل "الأناضول" نسخة منه: "أدين بشكل قاطع الإذن الممنوح في السويد لحرق الكتب المقدسة".
وأضاف: "كرئيس لدولة إسرائيل، أدنت حرق المصحف، وهو مقدس للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وأنا الآن حزين لأن المصير نفسه ينتظر الكتاب المقدس اليهودي، الكتاب الأبدي للشعب اليهودي".
وتابع هرتسوغ: "السماح بتشويه النصوص المقدسة ليس ممارسة لحرية التعبير، إنه تحريض صارخ وعمل من أعمال الكراهية الخالصة، يجب على العالم كله أن يتّحد في إدانة هذا العمل البغيض بوضوح".
وكانت وسائل إعلام أوروبية، بينها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قد تحدثت الجمعة عن تلقي الشرطة السويدية عدة طلبات لحرق الكتب المقدسة في أماكن متفرقة من البلاد.
وذكرت أن الطلبات وصلت إلى الشرطة في أعقاب واقعة حرق المصحف، في 28 يونيو/حزيران 2023.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن من بين الطلبات المرسلة للشرطة السويدية "طلب رجل (30 عاماً) بحرق نسخ من الإنجيل والتوراة أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم في 15 يوليو/تموز 2023".
وقالت إن الشاب ذكر في طلبه، أن موقفه بمثابة "رد على واقعة حرق المصحف نهاية يونيو، وتجمع رمزي من أجل حرية التعبير".
جهود لمنع الواقعة
فيما تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مخاوف إسرائيلية من الواقعة المرتقبة، التي تأتي بعد أكثر من أسبوعين من السماح لشخص بحرق نسخة من المصحف أمام مسجد مركزي في العاصمة السويدية.
وأضافت: "ليس من الواضح بالضبط من الذي يسعى لإشعال النار في الكتاب المقدس، ولكن يبدو أنه يريد أيضاً القيام بذلك من أجل تحدي التزام السويد بمبدأ حرية التعبير، وهو المبدأ الذي دفعها إلى الموافقة على حرق المصحف".
وأشارت إلى أن "قادة مسلمين ويهود يمارسون، وراء الكواليس، ضغوطاً على الرجل للامتناع عن حرق الكتاب المقدس"، لافتة إلى "عدم نجاح هذه الجهود بعد".
حيث نقلت الصحيفة عن الحاخام موشيه دافيد هكوهين، الذي يرأس كنيساً للمجتمعات الاسكندنافية، قوله: "هذا ليس حادثاً معادياً للسامية أو موجهاً بشكل خاص ضد اليهود، هذه محاولة لتحدي حرية التعبير وإساءة استخدامها لجرائم الكراهية".
وأردف: "يريد هذا الشخص أن يرى ما إذا كان النظام منافقاً، وما إذا كان سيسمح بحرق الكتاب المقدس تماماً كما سمح بحرق المصحف".
وشدد الحاخام على معارضة الجالية اليهودية في السويد لحرق المصحف، وقال إنها "تقف إلى جانب الجالية المسلمة".
وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، مزّق المواطن العراقي المقيم في السويد، سلوان موميكا (37 عاماً)، نسخة من المصحف، وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.